سامح سامى
بداية كده أنا كتبت في جرائد كثيرة. وكلها تنتمي لمدارس صحفية بعيدة جدا عما تكتبه أو تفعله مجلة روزاليوسف، وطول الوقت بأشوف أن روزاليوسف مجلة تكتب للإثارة وليس للتنوير أو للمعرفة. لكن هل ما تكتبه روزاليوسف جريمة؟ بالطبع لا. الصحافة أشكال مختلفة متعددة باختلاف البشر وتفكيرهم وضميرهم المهني. وهل ما كتبته روزاليوسف في حق نيافة الأنبا روفائيل سليم؟ في الحقيقة أنا لا أرضى أن أكتبه أو أنشره في مجلة أنا مشرف عليها. لكن ما فعلته المجلة "عادي". وبدون ما الناس تقول كلام كبير أنها بتحرض أو بتقلل منه أو بتقارنه بمرشد الإخوان المسلمين. الغلاف لا يربط بينهما في جملة مفيدة. طبعا الغرض كله إثارة وشغل صحافة صفراء تافه. لكن المطالبة بوقف المجلة وسحبها من السوق وتقديم الصحفي للمحاكمة، يبدو للبعض انتصارا إلا أنه انتقاص من الحرية. وهي مش ناقصة كفاية تقليل لمساحة الحرية وبلاش تبقى ديه حجة للرقابة الأكبر والأوسع؛ لأن على المدى البعيد لما كل شوية نقفل مجلة أو جورنال أو نطالب بالمنع مش هنلاقي حد يدافع عن أبسط الحقوق. القصد أن المنع والحجب بحجة إهانة الرموز الدينية ممكن يبان موقف كويس جدا وانتصار لكنه بيصب في صالح الدولة القمعية والسطوية. هل ده معناه أني بأيد أية إهانة؟ أكيد لا مش مقبول إهانة أي شخص سواء رجل دين أو غفير أو بواب.

النقطة الأهم كمان أن نيافة الأنبا روفائيل أو غيره من رجال الدين هم شخصيات عامة بإرادتهم طالما خرجوا للعالم وللمجتمع ولم يلتزموا أماكنهم في الدير أو حدود جدران أعمالهم، طالما أنت شخصية عامة فعادي جدا أن تجد من يهاجمك وينتقدك ويسخر منك وممكن يتطاول عليك كمان. الأهم هنا مش منع المجلة أو محاكمة الصحفي بل الرد عليهم بنفس المساحة وفي نفس الغلاف..وهناك قواعد كثيرة معمولة عشان مواجهة أي خلاف زي ده.

كمان الأنبا روفائيل بيأيد لأمور فيها خلافات شديدة، ناس بتعتبرها إيمان ومحبة للمسيح، وناس تانية بتعبر اللي بيقوله الأنبا روفائيل فيه قتل للناس عبر انتشار كورونا زي ما وصفت المجلة.

روزاليوسف بتمثل نوع من الصحافة موجود من القرن التاسع عشر على يد ناشر صحفي وليم هرست في أمريكا كان بيعتمد على نشر الفضائح والجرائم، وعرفت بالصفراء عشان كان بيطبع على ورق أصفر.. وفيه قصة لنشره موضوع حقير عن طفل على هذا الورق الأصفر، ومن وقتها بقى النوع الصحفي بقى معروف بصحافة الإثارة، وفيه فيلم شهير "المواطن كين" لأورسن ويلز اتعمل في الاربعينات عن النوع ده من الصحافة الصفراء اللي هي شبه بشر كتير لا يهتمون بالحقيقة أكتر من النميمة، ولا يهتمون بالتنوير وخدمة الناس أكتر من التسلية و الإثارة والبيع لكلام غير شريف إنسانيا..