تؤكد إحصاءات المؤسسة الأمريكية لأمراض المناعة الذاتية، أن هناك أكثر من 80 نوعا مختلفا لتلك الأمراض المقلقة، والتي تصيب مئات الملايين من البشر حول العالم، ليتحول خلالها الجهاز المناعي للإنسان إلى عدوه الأول، فما الذي يحدث؟

أمراض المناعة الذاتية

تعرف أمراض المناعة الذاتية بأنها تلك الأزمات التي تحدث مع قيام الجهاز المناعي بالهجوم على خلايا الجسم الطبيعية بالخطأ، وهي الأمراض التي تتنوع ونكشف الآن عن بعض من أكثرها شهرة، إذ يعد داء هاشيموتو من أبرز الأمراض الخاصة بالمناعة الذاتية، التي تشهد هجوم الجهاز المناعي على الغدة الدرقية، مثله مثل داء غريفز الذي يضر بالغدة الدرقية أيضا، ولكن عن طريق زيادة الإفرازات الخاصة بها.

من بين أمراض المناعة الذاتية أيضا يوجد مرض أو متلازمة شوجرن، والتي يهاجم من خلالها الجهاز المناعي تلك الغدد اللعابية والدمعية والمخاطية، ليتسبب ذلك في جفاف كل من العين والفم، كما يعد مرض فقر الدم الخبيث كذلك أحد الأشكال المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية، إذ تتراجع أعداد خلايا الجسم الحمراء نظرا لعدم قدرة الجسم على امتصاص فيتامين ب12 بالشكل المطلوب.

الذئبة الحمراء هو إحدى مشكلات المناعة الذاتية الذي يشهد هجوم الجهاز المناعي على أنسجة مختلفة الأماكن في الجسم، كما يعتبر التهاب المفاصل التفاعلي وتصلب الجلد المحدود من أمراض المناعة أيضا، ترى ما الأسباب وراء حدوث تلك الأزمة العجيبة من الأساس؟
الأسباب والأعراض والعلاجات

على الرغم من تنوع المخاطر الصحية التي تحدث عند المعاناة من أحد أمراض المناعة الذاتية، إلا أن سر الأزمة مازال غامضا حتى الآن بالنسبة للأطباء، الذين غالبا ما يشيرون إلى الجينات والعوامل الوراثية بأنها سبب الإصابة بالمشكلة المناعية العجيبة، أو ربما إلى التلوث وانتشار الفيروسات والبكتيريا.

كذلك يتسبب تعدد الأمراض المرتبطة بالمناعة الذاتية، في صعوبة تبين أعراض محددة لتلك الأزمات، ما لم يمنع العلماء من الكشف عن بعض الأعراض والعلامات العامة، التي تبرز معاناة البعض من أمراض المناعة الذاتية، ومن بين تلك العلامات الإصابة بالحمى والتعب العام، أو معاناة بعض مناطق الجسم من مشكلات غير معتادة، مثل الجلد أو المفاصل أو العضلات أو خلايا الدم الحمراء أو الأوعية الدموية.

في النهاية، قد يبدو من المحبط عدم توصل العلماء حتى الآن إلى علاجات أكيدة لأمراض المناعة الذاتية، لكن الأمل يبدو واضحا من خلال بعض العلاجات القادرة على السيطرة على تلك الأمراض باختلاف أنواعها، حيث يمكن لمضادات الالتهابات والمسكنات أن تتعامل مع أمراض المناعة الذاتية التي تصيب المفاصل، فيما يمكن لجلسات نقل الدم أن تحسن من تلك الحالات الصحية المرتبطة بمشكلات في الدماء.