​يتساءل الكثيرون عن سبب معدل الحرق السريع للدهون لدى البعض وانخفاضه لدى البعض الآخر ما يؤثر على خسارة الوزن، ويعود السبب في ذلك إلى الغدة الدرقية المسؤولة عن التمثيل الغذائي في الجسم.
 
خمول أو نشاط الغدة الدرقية قد يرتبط بخلل في الجهاز المناعي، ما يعني مهاجمة الجهاز لأجزاء من الجسم، الأمر الذي ينذر بمشكلة صحية خطيرة، وفقا لموقع "سي إن إن " الأمريكي.
 
وتتحكم الغدة الدرقية بسرعة عمل التمثيل الغذائي، ويؤدي فرط نشاطها إلى تسريع عمل أنظمة الجسم وزيادة الحرق وفقدان الوزن، وعند خمولها تسبب بطء الأنظمة ما يؤدي لزيادة الوزن، وعند وجود خلل في الجهاز المناعي يصنع أجساما مضادة عن طريق الخطأ تعمل ضد أنسجة الجسم نفسها ما يسمى بـ"أمراض المناعة الذاتية".
 
وهناك نوعان من الخلل المناعي المرتبط بالغدة الدرقية، مرض "جريفز" و"هاشيموتو" ، وكلاهما منتشر بين الكثير وغالبا ما يصاب بهما النساء اللائي يتراوح أعمارهن بين 20 و50 عاما.
 
وعندما يصاب الفرد بمرض "جريفز" يصنع جهازه المناعي أجساما مضادة تحاكي هرمون الغدة الدرقية المعروف بـ"tsh"، وهو الهرمون المتحكم في عمل الغدة، وعند انخفاض نسبته فذلك يعني خمول الغدة الدرقية أما ارتفاع نسبته تعني نشاطها، فيما يعرف باسم "فرط نشاط الغدة الدرقية".
 
ويشعر المصاب بمرض "جريفز" بفقدان الوزن والتعرق الشديد، القلق، العصبية، وعدم انتظام حركة الأمعاء، بالإضافة إلى تهيج العين وإحمرارها، ويمكن أن يتفاقم الوضع لانتفاخ العينين ومشاكل بالرؤية، ويمكن عمل تحليل دم يدعى "TSI" للبحث عن الأجسام المضادة المتسببة في المرض، ويعالج عن طريق الأدوية المضالدة للغدة الدرقية أو اليود المشع، وفي بعض الأحيان يلجأ الطبيب للجراحة.
 
أم النوع الثاني فهو مرض "هاشيموتو"، وهو أكثر شيوعا بين الرجال منتصف العمر، ويدعى أيضا بـ"التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن" أو "التهاب الغدة الدرقية بالمناعة الذاتية"، وعند الإصابة به فأن الجهاز المناعي يصنع أجساما مضادة تهاجم الغدة الدرقية ما يؤدي لالتهابها، ويؤثر على قدرتها في صنع الهرمونات، ويضطر الجسم لإنتاج هرمون "TSH" لتحفيزها على صنع المزيد من الهرمونات.
 
وغالبا ما يتعرض المصابون بذلك المرض لتضخم في الغدة الدرقية وتورمها، ما يؤدي إلى صعوبة في البلع، بالإضافة للشعور بالتعب، زيادة الوزن، الشعور بالبرد، والإمساك، جفاف الجلد والشعر، ويعالج المرض عن طريق استبدال هرمون الغدة الدرقية ويجب الالتزام بالعلاج لفترة طويلة يحددها الطبيب.