مرقس كمال
أحببته لأنه أغرقنى بحبه أولاً
أحببته لأنه سكب حبه بفيض في قلبى فأفاض رغماً عنى على كل من حولى فظنوه حبى بينما هو حبه
 
أحببته حينما غلبته مشاعره المرهفة أمام قبر صديقه لعازر فبكى رغم علمه أنه سيقيمه بعد دقائق
 
أحببته لانه كان يحنو على كل متألمٍ وموجوع ويائس وحزين ومهموم وكل غارق فى الدموع
 
أحببته لانه اشبع الألاف الذين تبعوه وسباهم بحبه فنسوا إحتياجاتهم الجسدية
 
أحببته عندما اشفق وحن على من أماتها الحزن على فراق إبنها فأقامه وأرجعه إليها فرد لها روحها وأحياهما معاً
 
أحببته لانه لم يعظ قدرما كان عظةً تسير على قدمين
عظةً عشقت الإنسان
عظةً لها مشاعر مرهفة
عظةً لها حضن وقلب
عظةً لها حنو ورفق
 
أحببته لانه لم يكن يتكلم عن الحب بل كان هو الحب ذاته
 
نعم حبٌ تنازل وتجسد وصار إنساناً ليشاركنى آلامى ورفعنى لأشاركه مجده
 
حبٌ تجسد عملياً وصار مصلوباً محتملاً الآلم والعار
حبٌ مات عنى ليحيينى معه للابد
 
انه إلهى
انه ابي
انه صديقى وحبيبي
انه عِشره لها أعماقٍ تعجز الحروف عن وصف تفاصيلها
إنه تلذذ بالقلب وانفتاح بالروح يفحص ويعاين
انه الحياه وخارجه أحيا موتاً
انه الفرح والسلام والطمأنينة والتعزية
انه الهدوء وسط الضجيج والصخب
انه الحق وسط زيف اضل واعمى الكثيرين
انه الحكمة وسط عالمٍ يتباهي بجهله
انه النور وسط ظلامٍ حالِك يظن انه ساد وحكم
انه .. وانه.. وانه .. انه الوجود والكيان
إنه كل شئ وبدونه لا شئ
نعم انه الحب
 
فيا كل من تعامل معه وسُبى بحبه وذاق إحتوائه وإرتمى فى حضنه وتلذذ بحلاوة العشرة معه واختُطف ليعاين بالروح أبدية طالما عشقها وتعلق بها وانتظرها
 
ترفقوا بحنوٍ وإرثوا لآهات كل متألم
توجعوا لوجع كل موجوع
إبكوا مع كل غارقٍ فى الدموع
لا تعظوهم بكلمات رنانة حفظوها وإختبروا قوتها ووثقوا بها وصدقوها وحيوها
 
هؤلاء لم ينسوا الوصايا
هؤلاء صدقوا المواعيد
لكنهم مغلوبون بأوجاعهم لانهم بشر لهم مشاعر رقيقة كخالقهم
ترفقوا بهم لان أوجاعهم ودموعهم ليست قلة ايمان وإنما حب كبير
قدموا بصمتكم اهتماماً وبإحتضانكم حباً
أخبروهم انكم تفهمون ما يشعرون به بل وتتوجعون معهم لاننا جسد واحد العضو المتألم يؤلم باقي الجسد
قدموا حباً لأن الوجع الكبير لا يشفيه إلا حباً أعظم
 
كونوا عظةً
كونوا إحتواءً
كونوا إحتضاناً
كونوا ماسحى دموع ومضمدى جراح
كون الحب
كونوا مسيح