احتجاجات الارومو والدولة العميقة وظهور المنافس لابي في قمة القبيلة
سليمان شفيق 
يجب ملاحظة موعدالانتخابات  مع موعد الملء 
في الوقت الذي كان العالم يتابع جلسة مجلس الامن الخاصة بسد النهضة ، قتل سبعة أشخاص في إثيوبيا خلال احتجاجات أعقبت مقتل المغني هاشالو هونديسا(وهومثل الشيخ امام عيسي )، المعروف بأغانيه السياسية،" اشالو هونديسا" من أمبو، لغوداتو هورا وهونديسا بونسا. عائلته من شعب أورومو وكبر وهو يغني في النوادي المدرسيةالجامعات من اجل مصالح الديمقراطية وقبيلة الارومو ، وسبق اعتقالة ويعد من اشد المعارضين لابي احمد .
بحسب ما أفادت مصادر طبية لبي بي سي، وتحقق الشرطة حاليا في إطلاق النار عليه يوم الاثنين في ضواحي العاصمة أديس أبابا.
 
وكانت أغاني هاشالو تركز في أغلب الأحيان على حقوق عرقية الأورومو في البلاد وتحولت إلى أناشيد تصدح بها الحناجر في موجة من الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018، وتطالب بسقوط رئيس الوزراء الحالي ابي احمد ، وكان المغني البالغ من العمر 34 عاماً قد قال إنه تلقى تهديدات بالقتل. ولكن من غير الواضح هوية من يقف وراء إطلاق النار عليه.
 
ووقع الهجوم عليه يوم الاثنين في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي بينما كان يقود سيارته.
 
وكان هاشالو، بالنسبة لجمهوره، صوت جيله الذي احتج على عقود من الاضطهاد الحكومي
 
جماهير غفيرة خرجت إلى الشوارع في أديس أبابا عقب سماعها بنبأ مقتله.
 
وفي  مواجهة ذلك ، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في اديس ابابا لتفريق الحشود خارج المستشفى وسمعت أصوات إطلاق النار في المدينة حيث أضرمت نيران في إطارات السيارات
 
وفي أداما، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً جنوب شرق أديس أبابا، قتل خمسة أشخاص بعد إطلاق النار عليهم خلال مظاهرات كما جرح 75 آخرين، بحسب ما قال الدكتور ميكونين فيسا لإذاعة بي بي سي أفان أورومو.
 
وأضاف فيسا أن 19 شخصا آخرين أصيبوا بجراح في مدينة ديرا المجاورة.
 
كما قتل شخصان بالرصاص في مدينة تشيرو الشرقية خلال مظاهرات احتجاجية، حسبما قالت مصادر طبية في المستشفى المحلي لبي بي سي.
 
وقد قطعت شبكة الانترنت عن مناطق في البلاد مع انتشار الاحتجاجات في ولاية أوروميا الإقليمية
 
وكانت جثة هاشالو في طريقها إلى مسقط رأسه "أمبو" التي تبعد عن العاصمة 100 كيلومتر إلى الغرب، ولكن المحتجين حاولوا إيقاف العملية وأصروا على وجوب دفنه في أديس أبابا.
 
وتأتي وفاة هاشالو والاحتجاجات التي تلته في وقت تتنامى فيه التوترات السياسية في أعقاب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس القادم، وذلك بذريعة انتشار وباء كورونا.
 
وكان ينتظر أن تكون تلك الانتخابات أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء آبي أحمد بعد تسلمه مهام منصبه في أبريل 2018
 
اسباب التعنت الاثيوبي ؟: احتجاجات الأورومو
يشتكي الأورومو، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش، ولا يكفون عن الاحتجاج منذ 2016، ولمواجهة ذلك لجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى استبدال رئيس الوزراء في حينه هايلي مريام ديسالين بآبي احمد، الذي ينتمي إلى جناح من  عرقية الأورومو، وقد أدخل آبي سلسلة من الإصلاحات غيرت صورة البلاد التي كانت تعتبر "دولة قمعية". وفاز بجائزة نوبل للسلام في 2019، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تحقيقه السلام مع إريتريا، ولكنة فشل في استيعاب اغلبية قبيلة الارومو وخاصة من هم ضد انحيازة لعائلتة ومصالحة والتقارب الي ارتريا واعتقال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة من الارومو وعدم انتهاء التحقيق في مقتل تائج التحقيقات يبدوا أنها جاءت غير متوقعة لكثير من الإثيوبيين والمهتمين بالشأن الإثيوبي، خاصة أن التصريحات الصادرة عن التحقيقات الأولية للشرطة الإثيوبية، عقب الحادث، كانت تلمح إلى أن الحادث مرتبط بالتغيرات الداخلية والخارجية التي تشهدها الدولة منذ تولي رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد، في إشارة إلى تعرضه لعملية اغتيال مدبرة، لأسباب سياسية، وطالبت الشباب بدعم تلك التغيرات الجارية، وكشفت الشرطة وقتئذن أن الحادث جنائيًا، وألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، وتوالت التحقيقات.
في تلك الفترة تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية والوكالات العالمية، تقارير توجه أصابع الاتهام  لعدد من الأطراف، فما بين وجود بعد قبلي وعشائري في مقتله، والحديث عن دلائل تشير لوجود أياد خفية داخلية، (الدولة العميقة)، راغبة في اعتراض عملية الإصلاح التي يقوم بها رئيس الوزراء الإثيوبي، من منطلق أن التحوّلات التي يقودها ستقلص نفوذ المكون الاكبر من الارومو لصالح مكون مختلف دينيا، فيما طالت الاتهامات الحركة الشعبية لتحرير التغراي، واخرين اتهموا جناح ابي احمد .
 
مما يؤكد ذلك ان نتائج تحقيقات الشرطة الفيدرالية، ومحاولة قفل ملف القضية نهائيًا، بإعلان انتحار مدير مشروع سد النهضة،  مازالت مثيرة للشكوك، وغير مقنعة للرأي العام الإثيوبي، إلا أن فرضية انتحار مدير سد النهضة الإثيوبي.
 
لكن المظاهرات اندلعت ضد ابي احمد في 2019 وأعلنت الشرطة الإثيوبية الجمعة ارتفاع حصيلة قتلى المظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء آبي أحمد إلى 67 شخصا. وبدأت المظاهرات الأربعاء الماضي حين خرج أنصار المعارض جوهر محمد للتنديد بمحاولة السلطات إبعاد موظفي حمايته الشخصية عنه، قبل أن تتحول إلى صدامات بين أنصار محمد وقوات الأمن الإثيوبية.
 
وأعلنت وزارة الدفاع نشر عسكريين في سبع مناطق لا يزال الوضع فيها متوتر.
 
واندلعت أعمال العنف الأربعاء في العاصمة أديس أبابا قبل أن تمتد إلى منطقة أوروميا إثر نزول أنصار المعارض للشارع وحرق إطارات سيارات وإقامة حواجز وسد الطرقات في عدة مدن
 
وتدهورت العلاقات في المدة الأخيرة بين محمد وآبي أحمد، بعدما انتقد الأول عددا من إصلاحات رئيس الوزراء الذي فاز بجائزة نوبل للسلام قبل أيام قليلة.
 
وأكد جوهر محمد على موقع فيس بوك أن السلطات سعت لإبعاد موظفي حمايته الشخصية عنه، ما أدى إلى وقوع الصدامات الأربعاء.
 
وعادت المظاهرات من جديد الاربعاء الماضي من يونيو2020 وقال المعارض جوهر محمد (32 عاما) في مقابلة الجمعة في مقر إقامته بأديس ابابا "لجأ آبي أحمد إلى ما يؤشر إلى التمهيد لإقامة دكتاتورية. حاول ترهيب الناس بمن فيهم حلفاؤه الذين مكنوه من تولي السلطة والمختلفين مع بعض مواقفه"، وأضاف "أن الترهيب هو مقدمة الدكتاتورية"
وكان لجوهر محمد دور أساسي في التظاهرات المناهضة للحكومة التي أدت إلى الإطاحة بسلف آبي وتعيين الأخير في أبريل 2018 رئيس حكومة، وهو إصلاحي من إثنية أورومو.
لذلك لايملك السيد ابي احمد للخروج من الازمة سوي التعنت لجذب انصارة والشعب الاثيوبي الي قضة "قومية" وهي سد النهضة لحماية موقعة ولكن ذلك سيتسبب في اندلاع ازمة عرقية قد تصل الي اعادة اثيوبيا الي الحرب الاهلية .
تواصل مصرسياسته السلمية الهادئة في ازمو سد النهضة، وخلال العام الماضي وحتي الان استطاعت ان تتقدم الي الامام بخطوات حثيثة فمن توافق السودان الشقيق مع ما نطرح بشكل كبير الي مؤازة الاتحاد الافريقي لمطالب مصر وصولا الي توافق مجلس الامن علي ما طرحة الاتحاد الافريقي ،وكان ملف سد النهضة قد وصل الي مجلس الامن الاثنين الماضي .
 
ومن ثم نفهم تردد ابي احمد  تارة من خوفة علي مستقبلة السياسي لان احتمالات سقوطة في انتخابات اغسطس كبيرة  ومن هنا يجب ضرورة الملاحظة بين موعد الانتخابات وموعد اصرارة علي ملء السد؟!!
 
لكنه لايريد ان يخسر الاتحاد الافريقي والولايات المتحدة الامريكية ، ومن المعروف ان مصر ليست ضد بناء السد ولكنها تتحفظ علي بعض الشروط الخاصة بملء السد ولذلك تعد ذلك رسائل طمائنينة الي الممولين الذين يهمهم استثماراتهم وليس مستقبل ابي احمد ، هكذا يمكن اضافة قراءة داخلية لتعنت ابي احمد ولكن سياسة الهدوء والتفاوض وكسب الوقت مع احترامي تلخص المثل القائل :" اصبر علي جارك السو لايرحل يا تجيلة مصيبة ".