كتبت – أماني موسى
ناقش الإعلامي عمرو عبد الحميد، خلال برنامجه رأي عام، مع الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، والدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد سالمان، وكيل كلية إقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، قضية سد النهضة، بين الحق المصري والتعنت الإثيوبي.

من جانبه قال د. عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن التعنت الإثيوبي كان جليًا منذ بدء المفاوضات واستمر حتى نهاية المفاوضات الأخيرة التي كانت على مستوى وزراء الري الثلاثة، مشيرًا إلى أن النقاط الخلافية ليست فنية فقط، بل سياسية بالدرجة الأولى.

وتابع، أثيوبيا أعلنت أنها تحترم مفاوضات سد النهضة ولكن بأرض الواقع كانت كل تصريحاتها تقول أن ملء السد سيبدأ دون الرجوع إلى مصر والسودان بالمخالفة للبند الخامس من المفاوضات.

على الجانب الآخر قال الدكتور محمد سالمان، وكيل كلية إقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، أن أثيوبيا لن تتراجع عن موقفها في بناء وتشغيل سد النهضة، ومن السذاجة الترويج لهذه الرواية وتصديقها، مشيرًا إلى أن أثيوبيا تمارس تعنت ومماطلة وإتباع منهج تقسيم وتجزئة القضية لكسب الوقت والعناد بشكل كبير والتصرف أحادي الجانب، والرهان على ما كسبته من وقت لصنع تحالفات سياسية وبناء حجم أكبر من السد.

وعن الجانب المصري، قال د. سالمان: أن السلوك المصري يتبنى دبلوماسية هادئة، تؤكد دومًا على فكرة التكامل الإقليمي والتعاون، ونبذ كل تصعيد وفكرة الصراع والحرب، ومع ذلك أثيوبيا آخذة في التعنت.

أما عن الجانب السوداني، يتأرجح ما بين التأييد لأثيوبيا تارة، ثم المراوغة تارة أخرى، ثم الإدعاء بإمكانية أن يكون وسيط تارة ثالثة، ثم مؤخرًا بدأ يتقارب في مواقفه مع المواقف المصرية ضد الموقف الإثيوبي، مشيرًا إلى أن السودان اعترضت على موقف جامعة الدول العربية الذي أيّد الجانب المصري، وهذا كان أمر غريب ضمن جملة المواقف السودانية الغريبة.

وقال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، أن مصر بدأت التفاوض مع أثيوبيا منذ أبريل 2011، منذ الإعلان عن تحويل مياه النيل لمشروع سد النهضة، وتبين طيلة هذه السنوات أن أثيوبيا تتعامل مع مصر بمنطق التقية وهو إظهار عكس ما تبطن، وهم للأسف الشديد نجحوا في مكرهم بمهارة شديدة، ربما استغلوا كرم وجدعنة المصريين وأخذوا يتفاضون لنحو 10 سنوات وهم يبنون السد، فحين كان الجانب المصري يتصرف بحسن نية كان الجانب الأثيوبي يتصرف بسوء نية بالغ.

وتابع، من الواضح أن أثيوبيا تتعامل بمنطق طالما كان هناك مزيدًا من الوقت لكسبه استغل الأمر وابني السد، وعلينا أن نجرب طريقة أخرى، ولا بد أن يكون الصوت المصري مختلف عن السابق، فنحن نؤيد بالطبع التنمية للشعوب الأخرى، لكن إذا كانت هذه التنمية على حساب المصريين نقول لهم إحنا أسفين.

لافتًا إلى أن أثيوبيا كانت تراهن طوال الوقت على طول النفس المصري وأن الصوت المصري مسالم فقط ويتكلم بلغة دبلوماسية فقط، وهناك تصريحات سياسية فجة بالغة الوقاحة صدرت من مسؤولين أثيوبيين صدرت منذ أيام لا ينبغي أن تمر مرور الكرام، ويبدو أن الأثيوبيين لا يفهمون إلا لغة واحدة تقول أن مصر إذا لم تضمن حقوقها المائية في مياه النيل فلن تضمنوا حقكم الطبيعي في التنمية والاستقرار.

وأردف، طوال عهد البشير كان النظام يبيع نفسه للشيطان، وربما نكون قد أخطأنا في طريقة التعامل مع النظام الجديد، لكن في كل الأحوال علينا ألا نخسر التعاون مع الجانب السوداني في الأيام العصيبة القادمة.

وقال د. عباس شراقي، أنه من المتوقع أن نصل إلى صيغة وسط نبعد فيها عن التفصيلات التي تسبب الخلاف، ومنها حصة مصر المائية السنوية، وأنه من المستحيل أن توافق عليه أثيوبيا، وفي ذات الوقت مصر لا يمكن أن توقع أي وثيقة فيها نقص بحصة مصر المائية، إذًا لو في اتفاق سيتم الابتعاد عن هذه النقطة