كتب – روماني صبري 
أثارت جريمة مقتل "جورج فلويد" المواطن الأمريكي من أصول افريقية في 25 مايو 2020 بمدينة منيابوليس، مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، غضب الملايين في بلدان العالم، وذلك بعدما ثبته رجال الشرطة على الأرض لاعتقاله، فقام الضابط "ديريك تشوفين" بالضغط على عنقه حتى يشله عن الحركة وهو يعتقله لأكثر من 7 دقائق، فخنقه، وظهر فلويد في الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة ويقول مختص الشرطي قائلا :" يا رجل لا أستطيع التنفس"، وسط صراخ بعض المارة الذين طالبوا الشرطي برفع ركبته عن رأسه لكنه لم يبالي، حتى ودع الحياة داخل إحدى المستشفيات، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في كل بقاع العالم فيديوهات الجريمة التي على إثرها خرجت الاحتجاجات الغاضبة في الولايات المطالبة بالقضاء على العنصرية والمساواة بين البيض والسود، وكذا فصل 4 من رجال الشرطة المتورطين في الجريمة.
 
لا أستطيع التنفس
وقعت الجريمة البشعة خلال اعتقال فلويد في باودرهورن، وهو أحد أحياء جنوبي وسط مدينة منيابولس في مينيسوتا، وقد سجله أحد المارة على هاتف ذكي،و اُعتقل فلويد بعد محاولته المزعومة استخدام ورقة عشرين دولار أمريكي في محل بقالة للسجائر والصودا، وصفها الموظف بأنها مزورة، وزعمت الشرطة أن فلويد "قاوم جسديا"، بعد أن أُمر بالخروج من سيارته قبل تصوير الفيديو، ولا تدعم لقطات المراقبة الملتقطة من مطعمٍ قريب الادعاء، حيث أظهرت سقوط فلويد مرتين أثناء مرافقة الضباط له، وسجل أحد المارة مقطع فيديو، أظهر فلويد الموقوف يردد بشكل متكرر "لا أستطيع التنفس"، 
 
 
العملاق اللطيف 
ولد جورج فلويد الذي ودع الحياة عن عمر ناهز 46 عاما، وكان يقيم في شبابه في مدينة هيوستن بولاية تكساس، دخل السجن وحين أفرج عنه قرر السفر إلى مينيابوليس منذ سنوات بحثا عن عمل، كما صرح صديق عمره كريستوفر هاريس.
 
كان أبا رائعا
لقبه أصدقائه باسم "بيج فلويد"، واشتهر أيضا وسطهم باسم "العملاق اللطيف" الذي كان يحلم بتغيير حياته للأفضل، حتى يوفر حياة كريمة لابنته التي تبلغ من العمر 6 سنوات، وتعيش في مدينة هيوستن مع والدتها، روكسي واشنطن والتي قالت لصحيفة "هيوستن كرونيكل":" فلويد كان أبا جيدا عندما كنا نعيش سويا ونربي ابنتنا جيانا." 
 
فلويد ينفذ عملية سطو مسلح 
في عام 2007 بحسب الوثائق القضائية، اتهم فلويد بتنفيذ عملية سطو مسلح حيث حاول اقتحام منزل، فحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بعد صفقة مع الادعاء بالإقرار بالذنب في عام 2009.
 
رياضي وصاحب شخصية هادئة 
برع فلويد في الرياضة لاسيما في كرة القدم والسلة في المدرسة، وقال صديقه السابق دونيل كوبر في تصريحات نقلها موقع شبكة "سكاي نيوز" البريطاني، فلويد كان يمتلك شخصية هادئة وروح لطيفة".
 
لم يكمل دراسته 
وكشفت أم ابنته روكسي واشنطن، إن فلويد لظروف خاصة فشل في إكمال دراسته فانضم إلى فرقة "هيب هوب ، وحين فشل في إيجاد وظيفة في هيوستن، ذهب إلى مينيابوليس.
 
أحب الجميع بصدق وكان يعانقنا 
عمل فلويد في مينيابولي بوظيفتين، سائق شاحنة وحارس أمن في مطعم جنوب أميركا يدعى "كونجا لاتين بيسترو"، وكان يجني إشادة الزبائن ومنهم جيسي زيندياس والتي قالت في منشور لها على "فيسبوك" فلويد كان يحب أن يعانق الزبائن المنتظمين للمطعم"، ويكون غاضبا إذا لم تتوقف لتحيته لأنه كان يحب الجميع بصدق، ويرغب في استمتاعهم بالمكان".
 
أحب عمل الخير
أما شقيقته بريدجيت، فقالت على موقع التبرعات الذي خصص بعد وفاة فلويد على الإنترنت :" كان شقيقي يحب عمل الخير، لطالما رحب ونزلت السعادة بروحه حين كان يتبرع بملابسه التي يرتديها للفقراء." 
 
موته أشعل أمريكا 
وردا على قتله، خرجت المظاهرات والاحتجاجات في منطقة منيابولس سانت بول في 26 مايو وقد كانت سلمية في البداية، ثم تطورت وتصاعدت لاحقا ذلك اليوم لتصل إلى أعمال شغب، حيث حطمت النوافذ في دائرة الشرطة وأشعلت النيران في متجرين، ونهبت وتضررت العديد من المتاجر، واشتبك بعض المتظاهرين مع الشرطة، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لم يحدد تشريح الجثة الأول وجود أي مؤشر على وفاة فلويد بسبب الخنق أو الاختناق الرضحي، لكن آثار التقييد والظروف الصحية الضمنية، بما فيها مرض الشريان التاجي وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ووجود مسكرات محتملة في دم المعتقل قد تكون ساهمت في وفاته، وأكد محامو عائلة فلويد أنهم طلبوا تشريح مستقل للجثة.