سليمان شفيق
اتّفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وخصمه رئيس مجلس النواب بيني غانتس الإثنين على تشكيل حكومة وحدة، ما يضع حدا لأسوأ أزمة سياسية في تاريخ البلاد.

وجاء في بيان مشترك أن "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يوقّع في هذه الأثناء اتّفاقا لتشكيل حكومة طوارئ وطنية مع زعيم (تحالف) +أزرق أبيض+... بيني غانتس".

ويأتي ذلك بعد تصريف حكومة نتانياهو الأعمال على مدى 16 شهرا تخلّلتها ثلاث انتخابات تشريعية وارتدادات غير متوقّعة وأحيانا محبطة لعدد من الإسرائيليين.

ومساء التقى نتانياهو وغانتس قبيل "يوم المحرقة" الذي يتم إحياؤه من غروب الإثنين حتى غروب الثلاثاء تكريما لضحايا المحرقة النازية بحق اليهود.

وهدف اللقاء إلى إبرام اتفاق بين الرجلين على تشكيل حكومة وحدة بعدما فشلت محاولات سابقة كثيرة.

وبعد الانتخابات التي أجريت في 2 مارس، وهي الثالثة في أقل من عام، كلّف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين غانتس تشكيل الحكومة.

وكان غانتس قد احدث مفاجأة بافساحه المجال أمام حكومة "وحدة وطوارئ" مع نتانياهو المتّهم بقضايا فساد، متراجعا في ذلك عن تعهّد سابق بعدم مشاركة السلطة مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته ما لم يسو متاعبه القضائية.

وكان ريفلين قد أحال الخميس مهمة تشكيل حكومة على البرلمان بعد فشل غانتس في التوصل إلى اتفاق على حكومة ائتلافية مع نتانياهو، مانحا الكنيست مهلة ثلاثة أسابيع لاقتراح ممثل منتخب يتمتع بالدعم الكافي لمحاولة تشكيل حكومة.

تشكيل الحكومة :
كتب الباحث د ايمن الرقب نقلا عن هارتس ، أهم المناصب المتفق عليها في تشكيلة حكومة الطوارئ التي ستمتد 3 سنوات:

رئيس الوزراء - بنيامين نتنياهو(الليكود)
وزير الدفاع ومسمى رئيس الوزراء بالإنابة - بيني غانتس (أزرق أبيض) ولا يحق لنتنياهو عزله من منصبه على أن يتبادلا الألقاب بعد التناوب بعد عام ونصف.

وزير المالية - يسرائيل كاتس (الليكود)
وزير الخارجية - غابي أشكنازي (أزرق أبيض)
وزير القضاء - آفي نيسكورن (أزرق أبيض)
وزير الاقتصاد - عمير بيرتس (العمل)
وزير الرفاه - إيتسيك شمولي (العمل)
وزيرة  الأمن الداخلي - ميري ريغيف (الليكود)
وزير الصحة - يعقوب ليتسمان (يهدوت هتوراه)
وزارة التعليم - قائمة يمينا في حال انضمّت
وزارة المواصلات لليكود ولم يحدد من سيرأسها
وزير الداخلية - آرييه درعي (شاس)
وزيرة الهجرة والاستيعاب - بنينا تامانو-شطا (أزرق أبيض)
وزير الزراعة -  ألون شوستر (أزرق أبيض)
وزارة الثقافة - لأزرق أبيض، وقد ذكر أساف زامير وميكي حيموفيتش كمرشحين.
وزير الاتصالات، يوعاز هندل (ديرخ أرتس) أو أوريت فركش هكوهين (أزرق أبيض)
رئيس الكنيست - ياريف لفين (الليكود)
وهكذا حسم حزب العمل امره وينضم للحكومة بقيادة نتنياهو و حزب يمينا ترك لوحده وعليه القرار وترك مقعد وزير شاغر له.

منمحرقة النازي الي محرقة كورونا:
أجبرت القيود المفروضة على الحركة والسفر حول العالم في محاولة لاحتواء جائحة كوفيد-19، على إحياء ذكرى المحرقة اليهودية للمرة الأولى افتراضيا.  

خلال هذه المناسبة أجبرت السيدة الثمانينية بيرت بديهي على الالتزام بالبقاء في منزلها في إسرائيل تحسبا من الإصابة بفيروس كورونا، وهي تلك الطفلة التي اختبأت خلال الحرب العالمية الثانية خوفا من الإبادة النازية التي يحيي العالم ذكراها هذا الأسبوع لكن افتراضيا هذه السنة.

 وفي حديثها عن العزل الذاتي في منزلها تقول بيرت (88 عاما)  قالت لفرنسا 24 "الأمر ليس سهلا، لكننا نقوم بذلك لنبقى على قيد الحياة".

وعلى الرغم من الإبادة الجماعية الذي تعرض لها اليهود خلال تلك الفترة، إلا أنها تركت في نفسها شيئا أيضا إذ تقول "تعلمت خلال الحرب شيئا واحدا وهو كيفية العناية بنفسي".

وعادة ما يتم تنظيم فعاليات رمزية مع الناجين في مواقع مختلفة لا سيما في أوروبا حيث أقام النازيون معسكرات الإبادة. وسيشهد هذا العام، بث شهادات الناجين عبر الإنترنت في حفل مسجل مسبقا يستضيفه مركز المحرقة النازية "ياد فاشيم" في القدس تزامنا مع بدء إحياء ذكرى يوم المحرقة مساء الإثنين.

ويشعر المنظمون بالقلق خاصة وأن الناجين متقدمون في السن.

يقول رئيس مؤسسة "المحرقة" في جامعة جنوب كاليفورنيا ستيفان سميث "لقد تحدثنا كثيرا عما سيحدث عندما لا يكون الناجون هنا".

وبحسب سميث فإن فعاليات الأسبوع الماضي التي تم تقليصها "جعلتنا ندرك تماما كيف سيكون المستقبل  إنه اختبار لعزمنا".

 فيما يلفت رئيس المؤسسة إلى معسكر الاعتقال والإبادة النازي في بولندا قائلا "ربما لن يكون هناك 10 آلاف شخص في أوشفيتز، لكن ربما سيشاهدنا مليون شخص عبر الإنترنت".                  

"مهاجمة ذاكرة المحرقة"
وتبدو المقارنة بين حبس المحرقة النازية والحجر الذي فرضه فيروس كورونا غير واقعية.

تقول بديهي "عشنا في فرنسا خلال الحرب في خوف، أخفينا هويتنا وفقدنا الاتصال بآبائنا". وتضيف المتطوعة في مركز "المحرقة" حتى لحظة إغلاقه بسبب الفيروس "قد نكون اليوم محبوسين في الداخل لكننا على اتصال مع أطفالنا وأحفادنا عبر الهاتف والإنترنت".

ويرى دوف لانداو وهو أحد الناجين من "أوشفيتز" أيضا أنه "من غير اللائق" إجراء مقارنات بين الفترتين.

ويضيف لانداو (91 عاما) "اليوم نحن لسنا جياعا ولا عطشى، وليس من المحتمل أن يُحرق الرجال والنساء والأطفال وهم أحياء، من المؤكد أننا نشعر بالملل لكن لا شيء خطيرا".

 وكان لاندو يسافر بشكل منتظم إلى أوشفيتز للتحدث إلى مجموعات الطلاب، لكن تلك الرحلات توقفت بسبب الفيروس.

وشكل فيروس كورونا تهديدا خطيرا على الناجين بشكل خاص بسبب كبر سنهم.

 يقول سميث إن الفيروس "يهاجم ذاكرة المحرقة لأنه يصيب كبار السن"، مشيرا إلى أنه على علم بوفاة عدد من الناجين بسبب مضاعفات مرتبطة بالفيروس. ويضيف "إنه يهاجم قدرتنا على جمع هذه القصص".