كتب – روماني صبري 
 
بين أنقرة وباريس يحتد الخطاب مجددا وتتصاعد الحرب الكلامية بشأن الأزمة الليبية، فمن أحدث دوائر السجال اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بتوريد الجهاديين إلى ليبيا واصفا دورها هناك بالإجرامي، وأضاف ماكرون أن تركيا تتحمل مسؤولية تاريخية وجنائية لبلد يزعم أنه عضو بحلف شمال الأطلسي، الرد التركي جاء على لسان وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو الذي اتهم الرئيس الفرنسي بإتباع نهج تدميري في سعيه لتحقيق مصالح فرنسا الضيقة في ليبيا والمضي في نهجها الاستعماري الذي اتبعته لتقويض الاستقرار في إفريقيا، فما هي خلفيات تصعيد الانتقاد الفرنسي للدور التركي في ليبيا؟... ما انعكاس ذلك على مساعي وقف القتال والعودة للحوار؟ .
 
صدق ماكرون 
وفي إطار الأزمة قال دكتور رامي الخليفة العلي / باحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس لبرنامج "اسأل أكثر"، المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"، الإجابة جاءت على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون عندما قال أن النظام التركي بقيادة رجب أردوغان يقوم بلعبة خطيرة في ليبيا."
 
التواجد العسكري التركي يقلق فرنسا 
وأردف :" حيث هنالك بعض العوامل التي تجعل فرنسا قلقة للغاية من الدور التركي فثمة تواجد عسكري تركي مباشر في ليبيا وهذا في الحقيقة يعد خرقا لكل الاتفاقيات مثل اتفاق برلين، ثانيا هناك دفع للمرتزقة السوريين من قبل أنقرة إلى الأراضي الليبية بالتالي أيضا هذا يثير قلق الجانب الفرنسي ." 
 
وتابع :" إلى جانب توريد السلاح لصالح حكومة فايز السراج -لقتال الجيش الليبي- ، وترى فرنسا أن كل ذلك لن يدفع إلى وجود حل سياسي سلمي ما بين طرفي النزاع." 
 
تركيا  تغرد خارج السرب
لافتا :" هناك في الحقيقة سياسة تركية تغرد خارج السرب فيما يخص حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وطبعا هذا الأمر ليس جديدا، الجديد هو الملف الليبي، وقبل ذلك كانت هناك خلافات وذلك عندما قامت تركيا باللعب على وتر التناقضات الأمريكية الروسية، وكذا عندما قامت بشراء منظومة الصواريخ الروسية "اس 400." 
 
موضحا :" كل هذه العوامل مجتمعة تراها فرنسا تمثل خطورة وقلقا على أمنها القومي، بالتالي إذا ما اتخذت تركيا من ليبيا قاعدة عسكرية مستدامة فان ذلك خطرا على امن واستقرار المنطقة وكذا خطرا على المصالح الفرنسية في الشرق الأوسط.
 
تركيا تعترف بدعم السراج 
 وبدوره قال دكتور سمير صالحة / أستاذ القانون الدولي بجامعة اسطنبول، إن باريس أرادت بناء تكتلات إقليمية في المنطقة على حساب تركيا ومصالحها، مثلا منتدى الطاقة والذي لم يضم أنقرة.
 
الم تقم تركيا بخرق الاتفاقات بخصوص الأزمة الليبية بإرسالها المرتزقة والأسلحة إلى طرابلس؟، إذا من الذي يقوم هكذا بدور تدميري هناك ؟!، فرد صالحة قائلا :" تركيا تعلن بشكل واضح ورسمي وقوفها جانب حكومة السراج لأنها تراها شرعية، واعترفت أنها وقعت معها عقود واتفاقيات وتقدم لها الدعم."   
 
   فرنسا  من طرفي النزاع؟ 
ألا تتخوف باريس من أن توجه لها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا تهما لتصديها لها؟، وردا على هذا السؤال قال العلي :" ما تعلنه فرنسا على الملا بأنها تأخذ موقفا أو مسافة واحدة من طرفي النزاع، بالتالي الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون على وجه التحديد كان قد استقبل السراج رئيس حكومة الوفاق في العاصمة الفرنسية باريس وذلك خلال اجتماع حضره قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ما يؤكد أن فرنسا تريد الوصول إلى تسوية ترضي الطرفين."