CET 00:00:00 - 16/04/2010

الكلام المباح

بقلم: ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد.. إن الملك هاموشير قرر اليوم أن يستمتع بشوي اللحوم.. حتى لا تتحول في جسده إلى شحوم.. وطلب من مسرور أن يذهب معه للجزار.. لكي بذاته يختار.. ما يلذ له ويطاب.. من قطع اللحم مع الشراب.. فنظر له مسرور في استغراب.. ولم يعلق على ما قال.. وبدأ في إعداد الجمال.. الذي يهوى الملك ركوبها.. وهي تركع على ركبها.. وبدأت مراسم الرحلة الملكية.. لحصول الملك على قطع اللحم الشهية.
وفيما كان يقترب الملك من السوق.. سمع صوت أحد الرعايا مخنوق.. وهو يقول في استياء.. ناظرًا إلى السماء.. أنت يا رب المنتقم الجبار.. من هؤلاء الأشرار.. بسبب حرمانهم لنا من اللحمة والخضار.. وتعجب الملك من هذا الثرثار.. واعتبره حالة فردية.. لا تستحق أن تفسد رحلته المسلية.. وأخذ الملك يتقدم في السوق على الأقدام.. كأنه فارس مقدام.. حتى وصل إلى محل الجزار.. ولفت نظره لافتة الأسعار.. وقال دينار ذهب.. ما هذا العجب.. أتباع العجول.. بالواحدة على طول.. دون أن تقطع إلى أجزاء.. حقًا ما هذا الغباء.

فقال له الجزار باستغراب.. يا سيدى المهاب.. أنه سعر الرطل.. لا سعر العجل.. فنظر الملك لمسرور مذهول.. وقال من هو المسئول.. عن هذا الغلاء.. الذي دمر البسطاء.. وجعلهم يكلمون أنفسهم.. من شدة جوعهم وعوزهم.
فقال مسرور يا مولاي الناس في القرى والنجوع.. يموتون من شدة الجوع.. ومع ذلك أعوان الفساد.. غير مهتمين بصالح العباد.. أو مصلحة البلاد.. ثم سأل الملك الجزار.. عن سبب زيادة الأسعار.. فقال إن الزيادة عشوائية.. بحسب الأمر والنية.. فتأتى الأوامر من الكبار.. بزيادة سعر السولار.. فترتفع جميع الأسعار.. في الحال بدون انتظار..

وسمعت هذا الحوار.. سيدة تكويها الأسعار.. فقالت ياريتها فقط اللحوم.. كان الواحد منها يصوم.. ولكن الفراخ والأسماك.. أسعارها أصبحت هلاك.. لميزانية البيوت.. والقلب من الحسرة مكبوت.. وظل الملك يسمع في سكوت.. ورجع الملك إلى القصر.. وهو يشعر بالمر.. على حال الشعب الذي يموت.. وصرخ بأعلى صوت.. احضروا لي هذا المتعوس.. الوزير عبدوس.

فأتى الوزير مهرولاً كأنما شكه دبوس.. وقد عرف ما حدث في السوق.. فقال يا مولاي أنا محقوق.. كان يجب أن أخبرك في الحال.. لكي تقوم بتدبير الأحوال.. ولكنني لم أضع رأسي في الرمال.. واتفقت مع بلد الجوار.. لتحضر لنا العديد من البهائم والأبقار.. لسد قوت الشعب.. الذي أكن له كل الحب.. فقال الملك كفى تهريج.. إياك وهذا الضجيج.. لقد أصدرت في الحال فرمان.. وإذا خالفته ستتهم بالعصيان.. وهو فتح جميع الحظائر.. لإشباع الشعب الثائر.. من الأكل واللحوم.. أهذا مفهوم؟

وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق