كتب – روماني صبري 
جاء الموقف الأميركي هذه المرة من الأوضاع في ليبيا، أكثر حزما وحسما، فالخارجية الأميركية أكدت لحكومة الوفاق الليبية غير الشرعية ضرورة استئناف المحادثات بشأن نزع سلاح الميليشيات، وأكدت معارضة كل التدخلات الأجنبية في البلاد... موقف أميركي يأتي وسط مواقف أوروبية متكررة بضرورة وقف القتال على الفور في ليبيا ووقف التدخلات الأجنبية، والالتزام بحظر توريد السلاح، وضرورة ألا تخضع قوات الأمن لأي تهديد من قبل الميليشيات والجماعات المسلحة والمقاتلين الأجانب، وأعلنت الخارجية أن الوفد الأميركي أكد معارضة كل التدخلات الأجنبية في ليبيا وحتمية الوقف الفوري لإطلاق النار واستئناف المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، فهل تلقى كل هذه المواقف الدولية آذانا صاغية من قبل تركيا ؟.
 
موقف منطقي 
واعتبر نورمان رول المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن الموقف الأمريكي منطقي ومعقول، لافتا :" بطبيعة الحال يجب أن يقبل من قبل المجتمع الدولي ، فنحن نريد المفاوضات ووقف إطلاق النار ومغادرة كل القوات من لبيبا لاسيما المقاتلين الأجانب الذين تم الدفع بهم إلى طرابلس للقتال." 
 
حتى لا نكون أمام مشكلة لاجئين ليبيين
موضحا عبر تقنية الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، ليبيا تحتاج إلى حل سياسي، وهذا أمر تدعو إليه الكثير من الدول العربية  مثل جمهورية مصر والإمارات العربية المتحدة، وكذلك الدول الأوروبية، وما لم يحدث هذا فان هذا النزاع سيتفاقم  ويأخذ يتمدد ويطول لنكون أمام مشكلة لاجئين ليبين أخرى، فضلا عن معاناة الشعب الليبي جراء الحرب.
مضيفا :" التدخل الأجنبي يجب أن يتوقف والعودة إلى حل سياسي.
 
ثمة قناعة دولية بإعلان مصر 
تزامنت هذه التصريحات الأمريكية مع لقاء افتراضي جمع الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي واحتل الملف الليبي أولوية خلاله كيف يمكن أن ينعكس هذا التقارب الأوروبي الروسي على الحل السياسي في ليبيا؟ .
 
وردا على هذا قال رامي خليفة العلي الباحث في الفلسفة السياسية، في اعتقادي أن ينعكس هذا على أكثر من مستوى، المستوى الأول وهو العسكري .. ومما لا شك فيه الآن على المستوى الدولي  سواء على المستوى الأوروبي أو الروسي أو حتى على المستوى الأمريكي وما شهدناه من تصريحات، يشير بان هناك قناعة دولية باحترام الخط الأحمر الذي وضعته مصر لاسيما ما بين سرت والجفرة." 
 
إجماع على إعلان مصر 
مضيفا :" هذا الخط الأحمر حصل على إجماع لدى كافة الأطراف بالتالي لقاء الذي جمع الرئيس الروسي والفرنسي أشار إلى هذه النقطة.
 
 
وأردف :" إذا عدنا إلي البيان الذي أتينا على ذكره سنجد الموقف الفرنسي لا يختلف عنه كثيرا فهنالك دعوة لمحاربة التنظيمات المسلحة، وخروج القوات الأجنبية ووحدة وسلامة الأراضي الليبية." 
 
فيتو أوروبي أمريكي روسي
موضحا :" وكل ذلك جاء قبولا بالمبادرة المصرية بالنسبة للموقف الروسي أو الفرنسي، صحيح أن هناك خلافات بين موسكو وباريس ولكن في الإطار العام هنالك إجماع على تلك النقاط الأساسية، لذلك الآن ثمة فيتو أوروبي أمريكي روسي على عدم السماح بأي تقدم عسكري للميليشيات الموالية لحكومة الوفاق والقوات التركية تجاه سرت والجفرة.
 
وإذا اخترقت ذلك ؟ 
موضحا :" وأي خرق لهذا يعرض تركيا للعقوبات، وتعرضت الميلشيات المسلحة في ليبيا لقصف جوي أدى بالفعل إلى عرقلتها من الناحية العسكرية، ولم تستطع قوات الوفاق والمستشارين الأتراك التقدم نحو سرت، وقبل أن يكون هناك قرار  سياسي هناك حل عسكري بدأنا نجد أثاره على الأرض.