محمد حسين يونس
الحاكم بأمر الله كما جاء ذكره في الكتب القديمة ((صار يفعل اشياء لا تقع إلا من المجانين الذين في عقلهم خبل فمن ذلك منع النساء من الخروج والتطلع من الطاقات او الصعود علي الاسطح و منع الخفافين من عمل الأخفاف لهن ومنع سائر النساء من الدخول الي الحمامات ،... مر يوما بحمام فسمع ضجيج النساء فأمر بسد باب الحمام عليهن فسدوه من الوقت والساعة وهو واقف عليه فأقمن داخل الحمام حتي متن به)) ...
 
((وهوقد منع بيع الزبيب وامر بحرق الكروم و منع زراعة الملوخية والقرع لان عائشة وابو بكر كانا يحبانها ثم امر بقتل الكلاب قنفق منها نحو ثلاثين الفا ))
الحاكم هذا .. هو الذى ((امر اليهود بأن يعلقوا قرامي من الخشب في اعناقهم إذا ما خرجوا الي السوق وامر النصارى بأن يضعوا في اعناقهم صلبانا من الحديد قدر ذراع))
 
((كان يسير في الاسواق ومعه عبد اسود طويل و عريض فإذا وجد أحد التجار يغش امر العبد مسعود بأن يفعل فيه الفاحشة العظمي علي دكانه و الناس ينظرون ))
 
الحاكم.. في النهاية تصور نفسه الها وامر الناس ان يسجدوا له في الطرقات و هم يقولون ((يا محي يا مميت )) ومن يأبي يضرب عنقه بالسيف .
 
هل يكفي هذا.. ام نقرأ عن ما فعله (الظاهر لإعزاز دين الله).. الخليفة الفاطمي السابع ...((جمع الجوارى حتي لم يبق بالقاهرة جارية و بعد أن لبسن أحسن الأثواب امر أن يجعلن في مجلس ويسد عليهن بابه و تركن ستة اشهر ثم أضرم عليهن النار حتي إحترقن عن اخرهن ))
 
اى سلوك سادى كان لهؤلاء الذين حكموا مصر واى إستسلام مازوكي قابلهم به الشعب..
 
لا نستطيع أن نغادر سيرة الفاطميين دون ذكر للشدة المستنصرية التي جرت حول عام 1072 م .في زمن المستنصر ....فلنقرأ ما كتبه المؤرخان ( إبن إياس .. و المقريزى )عنها
 
(( إنهبطت مياة النيل فشرقت البلاد وحصل علي الناس ما لا خير فيه ووقع الغلاء العظيم سبع سنين متوالية فأكلت الناس بعضها بعضا و أكلت الناس الميتة و الكلاب و القطط حتي قيل أن بيع الكلب بخمسة دنانير و كل قط بثلاثة دنانير ))
(عن كتاب السكردان لابن أبي حجلة من أجل الجدع إياة اللي بيطلب المراجع )
 
((ثم إشتد الامر حتي صار الرجل يأخذ إبن جاره و يذبحه و يأكله ولا ينكر عليه ذلك بين الناس ثم إشتد الامر حتي صار الناس إذا مروا في الطرقات وقوى القوى علي الضعيف فيذبحه ويأكله جهارا ))
 
لن أسترسل أكثر من هذا.. فواضح أن كل الطغاه هم صور من (الحاكم بأمر اللة ) ما دام اهلك يا مصر منكسرين و لاهين بحلقات الذكر و دقات الزار و حلاوة المولد وزيارة اولياء الله الصالحين ويكفيهم حظا ان جزءا من جسد الحسين مدفون في تربة بلادهم !!
 
وتستمر الرحلة و كما اسقط المعز سلطة الخلافة العباسية في مصر باسم الدين .. مدعيا أنه الاحق بها لانه قريب بنت سيد الخلق .. سقط أخر خلفاء الفاطميين ..العاضد بالله أبي أحمد محمد عبد اللة في 13 سبتمبر 1171 م..بواسطة خيانة وزيره صلاح الدين الايوبي..و.بإسم الدين أيضا فقد أنهي الأيوبي علي المذهب الشيعي و طارد رجاله و أعاد ألسنية ( الشافعية ) و الدعوة للخليفة العباسي ... ليهلل له المستفيدون... ناسين كل الفظائع التي كان يرتكبها .
 
فصلاح الدين عندما دان له حكم مصر بالخديعة و الالتفاف علي اخر الخلفاء الفاطميين (إتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين .. المقريزى )......و إستولي علي السلطة فيما يشبه الإنقلاب العسكرى سيطر علي حياة الخليفة بحيث دفعه دفعا بعد سنتين من توليه الوزارة .. كي ينتحر..بأن يبتلع جوهرة .
 
يقول صاحب الروضتين في أخبار الدولتين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المعروف بأبي شامة:
 
((إن صلاح الدين يوسف بن أيوب، لما ثبت قدمه في مصر، وزال المخالفون له، وضعف أمر العاضد - وهو الخليفة بها - ولم يبق من العساكر المصرية أحد، كتب إليه الملك الفاضل نور الدين محمود، يأمره بقطع الخطبة العاضدية، وإقامة الخطبة العباسية، فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم من الإجابة إلى ذلك، لميلهم إلى العلويين، فلم يصغ نور الدين إلى قوله، وأرسل إليه يلزمه بذلك إلزاماً...))
 
فإنتظر حتي وفاة العاضد و غير الخطبة لينتهي زمن الفاطميين .. و الشيعة .. و تعود مصرللمذهب السني( الشافعي ) و عبائة الدولة العباسية مؤقتا .بعد سفك بحور من الدماء .. (( نكمل حديثنا غدا ))
#دفتر_إنكسار_أهلك_يامصر