وسيم السيسي
فى لقاء جميل جمع بينى وبين المستشار شاكر محمد الحمامصى، والمذيع النابه أحمد سالم، والصديق العزيز محمد فخرى، قال أ. أحمد سالم: قرأت لك يا دكتور وسيم مقالة بعنوان: ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران؟ وكيف ستموت كل الكائنات الحية ويصطدم القمر بالأرض، وأريد أن أسأل سيادة المستشار ماذا لو لم يكن يوم ثلاثين يونيو ٢٠١٣؟!

قال: هل سمعتم عن الثقوب السوداء وكيف تلتهم الكواكب والنجوم؟ هذا ما كان ينتظر الجائزة الكبرى «مصر»، على حد تعبير كوندوليزا رايس فى المخطط الشيطانى الرهيب «الشرق الأوسط الجديد- برنارد لويس». لن أحدثكم عن القوات المسلحة، ممثلة فى رمزها الفريد عبدالفتاح السيسى، ولكنى أحدثكم عن الرمز نفسه! ليس سياسيًا ولكنه مصلح، فالأول حريص على منصبه، والثانى على شعبه، وفرق بين الـPolitician، والـReformer، رجل تغلبت إنسانيته على بشريته، سلح جيش مصر حتى أصبح التاسع على جيوش العالم، وكأنه كان يرى على البعد كزرقاء اليمامة الأشرار الذين سوف يهددون حبيبته مصر. أحس بأن شعب مصر لم يجد- منذ ٢٥٠٠ سنة احتلالًا- مَن يحنو عليه، فلم يدخر جهدًا فى عمل المستحيل من أجله.. مَن يصدق أن سيناء عادت إلى حضن مصر، وكانت غائبة منذ ٣٣١ ق. م، بالأنفاق والمطارات، والمدارس، والجامعات، والزراعات، ومحطات تحلية المياه، وشبكات الطرق العملاقة، إن تعمير سيناء = القضاء على حلم الأعداء!

هذا الرجل شعاره: أنا لا يهمنى رجلاً كنتَ أم امرأة، مسلمًا كنت أم مسيحيًا، يهمنى أن تعطى مصر أفضل ما عندك، وسوف تعطيك مصر أفضل ما عندها.

لو لم تكن 30- 6 لكانت مصر ستصبح حفنة من تراب عفن، محتلة من أحفاد أفظع احتلال كاد يقضى على مصر: مليونا نسمة- تعداد مصر أثناء الحملة الفرنسية- بعد 6 ملايين نسمة فى عصر عمرو بن العاص «المقريزى مجلد 1 ص ٧٦». أخيرًا هذا الرجل قبضة حديدية فى قفاز حريرى! جينات حور محب، وحنكة السادات، ووطنية سعد تجمعت فى رجل واحد، أما هؤلاء المُموَّلون المُغيَّبون العملاء للصهيونية العالمية والخلافة العثمانية فمصيرهم إلى غياهب النسيان.

عرف هذا الرجل أن اضطهاد المرأة إنما هو اضطهاد للطفل، واضطهاد الطفل إنما هو اضطهاد للمستقبل.. مستقبل أى أمة، لذا فهو يعمل المستحيل ضد قوى التخلف حتى يرد لها حقوقها المسلوبة!.

قال أ. أحمد سالم: سعدت بكلماتك يا سيادة المستشار، وسؤالى للأستاذ محمد فخرى: ماذا لو لم يكن محمد على باشا سنة ١٨٠٥؟!

قال: لما كانت لمصر دولة حديثة، فقد ساند الدولة العثمانية فى القضاء على الوهابية «الدرعية»، وبالرغم من ذلك تحالف الأتراك مع إنجلترا وفرنسا وروسيا، ودمروا الأسطول المصرى «موقعة نافارين البحرية».. أعادت مصر بناء جيشها وزحفت به إلى الأستانة «عكا ١٨٣٢، قونية ١٨٣٢، نزيب ١٨٣٩». أذلت مصر تركيا لولا معاهدة لندن ١٨٤٠، ويبدو أنها سوف تعيد تأديبها فى ٢٠٢٠!

قلت: شاركت مصر فى الحرب العالمية الأولى بجيش قوامه مليون ومائتا ألف، كانت قواتنا مع الحلفاء فى كل مكان، أرسل قائد قوات الحلفاء فى بلجيكا: أرسلوا لنا كتائب مصرية، لم نعرف انتصارًا قبلهم، ولم نعرف هزيمة فى وجودهم، إنهم ليسوا جنودًا، بل أسود!.. من رسالته لقائد الحلفاء العام: «إن مصر هى العنقاء التى قال عنها أبوالعلاء: أرى العنقاء تكبر أن تُصادا.. فعانِد مَن شئتَ له عنادًا». والشىء العجيب أن قائد القوات فى بلجيكا قال: لا ترسلوا لنا كتائب تركية، فالهزائم تلاحقنا فى وجودهم!

إن سد النهضة زوبعة فى فنجان، وشراذم تركيا الإرهابية فئران، إن العبقرية المصرية، التى هدمت خط بارليف بخراطيم مياه، لا يصعب عليها أن تذيق أعداءها الهوان.
نقلا عن المصري اليوم