كتبت – أماني موسى
تناول الكاتب أحمد العسيلي موضوع "لماذا ننجب الأطفال"، قائلاً: لازم كل شخص عايز ينجب يسأل نفسه ليه أنت عايز عيال؟، مشيرًا إلى أنه أمر فطري بالإنسان، إذ أنه يريد أن يكون قائد لأشخاص آخرين ويريد أن يمرر التسلسل الجيني الخاص به لآخرين، مثله مثل أي كائن حي بدءًا من البكتيريا، فالتناسل والتكاثر غريزة خلق بها الإنسان.
 
وأضاف في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، لكن في مرحلة ما من تاريخ البشرية بيكون مش لازم أوي تبقى فاهم ليه أنت عايز تجيب أطفال، فالآن الأرض يتم تعميرها وبها نحو 8 مليار بني آدم، ومن ثم فتعمير الأرض لم يعد هدف من الإنجاب لأنها بالفعل بها مليارات البشر، الذين يعانون حروب وأوبئة وأمراض وأزمة مياه وخلافه.
 
 مشيرًا إلى الحديث النبوي الذي يقول "تناكحوا وتكاثروا فأني مباهى بكم بين الأمم"، قائلاً: أنا لا أعرف مدى صحة هذا الحديث لكن إن كان حديث صحيح فمن المؤكد أن الرسول لم يخاطبنا به ولم يقله لنا، بل خاطب به الصحابة ومن حوله في ذلك الزمان، لأن العدد بالفعل كبير، والمسلمين ليسوا الأكثرية على الكوكب، فعددهم يبلغ حوالي مليار ونصف إنسان، بالإضافة إلى أن الكثير من المسلمين الآن لم يعد لهم دور كبير بالحضارة الإنسانية أو الأخلاق وخلافه.
 
مشددًا: الحكاية مش بالعدد والكثرة، لذا وأنت مقدم على خطوة الإنجاب عليك أن تدرك الفارق بينك وبين جميع الكائنات الحية التي تريد تمرير واستمرار جيناتها، هو أنك الكائن الوحيد العاقل المدرك، وعليك أن تفهم الغرض من وراء أن تنجب، ومقولة أنا عايزة أبقى أم، أو نفسي في حتة عيل، أو أصل أنا كبرت، عبارات خايبة ومالهاش معنى، وعليك قبل أن تنجب أن تفهم ما هو الغرض من الإنجاب؟ لأن هذه الخطوة سيترتب عليها خطوات وأمور كثيرة جدًا، لأن لو مفيش إجابة واضحة هتلاقي كل الأمر باظ، زي كل فعل في الدنيا، أنت بتشتغل، بتشتغل ليه؟ وحسب الإجابة بيتحدد نجاح الهدف، وعليه لا بد أن تظبط النية، وتعرف الهدف من الإنجاب حتى تنجح مع أطفالك وتربيتهم.
 
لافتًا إلى أن هناك دراسات أكدت أن الأرض ستنهار حال وجود 10 مليار بني أدم، لأن هذا الرقم سيكون مهول وضاغط على كل قوى الأرض، وفي الوقت ذاته هناك الكثير من الطبقات الدنيا ينجبون أكثر من 9 أطفال لعدة اعتقادات توارثوها بالإضافة إلى أن أبنائهم يتم تشغيلهم واستثمارهم كقوى عاملة تدر الأموال على الأسرة.
 
وأشار إلى أن هناك أباء ينجبون أبناء لكي يكملوا مسيرتهم بالعمل وبذات المهنة، وهنا يكون الغرض فاسد إذا لم يتوافر الاختيار للابن، مؤكدًا أن جميع الآباء والأمهات ينجبون عشانهم هم، وليس لأجل الأبناء.
 
وأردف أن الأبناء مثل نبتة الأرض، إذا معندكش أرض بتزرع ليه؟ وأن الإنجاب دون فهم ووعي لهذه المسؤولية يولد المشكلات والفشل، وأنك لازم تبقى عايز تنجب عشان تجيب بني آدم تساعده، ولكن متجيبش عيال للدنيا وأنت مش عارف أنت هتنجب ليه أو هتدي لابنك إيه؟ مشددًا بأنه لابد أن يسأل الإنسان نفسه: أنا هجيب طفل للدنيا ليه؟ هدي له إيه؟