حمدي رزق
ترضية خاطر الأطباء في هذا الوقت العصيب لن تضير المهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، من مكارم الأَخلاق، فضلا عن أنها واجب مستوجب نحو من يبذلون النفس في سبيل إحياء النفس، وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (المادة/ ٣٢).

واجب القائد في قلب المعركة أن يبلسم الجراح، ويربت على الظهور المحنية رهقا، ويجفف عرق الجباه بكلمات ترطب القلوب الشجاعة.

غضبة الأطباء مبررة، لكن الانزلاق في التهديد والوعيد، فهذا من عمل إخوان الشيطان، ولجم الغضب بكلمة كريمة من المحترم رئيس الوزراء مستوجبة، يا مدبولى خذ الكتاب بقوة، واخرج على الرهط الكريم من الأطباء بما يستحقون قولا وفعلا.

وتأسّى بالرئيس المقدر حبًا، السيسى لا يفوت فرصة إلا وشكر رجال الجيش الأبيض، امتنانا وعرفانا بجهودهم، يبذلون النفس حبا لحياة هذا الوطن، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.

إنما القادم أصعب علينا، بعد رفع الحظر، والفتنة نائمة، لعن الله إخوان الشيطان يفتتنون أبناء الوطن، فتوقّ سيادة رئيس الوزراء فتنة، في وقت أزمة، وفى الأزمات يبين المعدن النفيس، ومعدن أطباء مصر أصيل، دعك من خبث الإخوان، الأطباء جنود مجندة في حب مصر.

لا نطلب منكم الكثير، بل نطلب حقا مستحقا، الأطباء فهموا حديثكم على نحو يحزن القلوب، وأنتم أهلا لتطبيب القلوب، كن كما عهدناكم طبيبا للقلوب، فإذا غم القول فاشرح، وإذا غمض الفعل فافصح، وإذا ما فهم خطأ قولكم فاستفض في شرح ما استغلق عليهم، كلهم آذان صاغية، وقلوبهم مفتوحة على الخير، يحبون الحب من أهله وأنت أهل لهذا الحب.

وبالسوابق يعرفون ولقاؤكم الأخير مع نقيب الأطباء المقدر، الدكتور حسين خيرى، كان ملهما، واستجابتكم لنداءات الأطباء حملها النقيب، كانت محل تقدير وامتنان من جموع الأطباء إلا من كان في قلبه مرض، وإخوان الشيطان مرضى الحقد على دولة تستفيق من جائحة مرعبة.

فإذا انحرف القول نقلا عنكم، تحت قصف إخوانى مكثف، فلتئد الفتنة في مهدها، المرحلة المقبلة في مواجهة الوباء هي الأصعب، ولا يقاتل جيش وهو منخفض المعنويات، انصرهم تحرز نصرا، كن لهم عونا، واسمع منهم لا تسمع عنهم، وصخ السمع ستسمع عجبًا، رجال يقفون موقف الرجال، وكنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة.

ما يحزننى حزن الأطباء على أعمارهم، استشهد ٩١ من خيرة الشباب والشيوخ، فضلا عن عشرات من المخالطين في البيوت، بينهم الأب والأم والزوجة والأبناء، فداء للوطن والواجب، أطباء مصر ليس كمثلهم أطباء، يواجهون أشرس الأوبئة برباط جأش، في رباط، أقسموا القسم ويبرون بالقسم، وهم جند مصر المخلصون.
نقلا عن المصرى اليوم