كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر اليوم الاثنين، بعيد تذكار القديسة جيرمين كوزين العذراء، وفي إطار المناسبة رصدت الصفحة الرسمية للكنيسة سيرة حياة القديسة وجاءت : 
 
 
وُلدت سنة 1579 في قرية تُدعي بيبراك من أبرشية تولوز بفرنسا. وكان أبوها حراثاً فقيراً. وعندما ماتت أمها وهي بعد صغيرة تزوج أبوها فكانت زوجة أبيها تؤذيها وتهمل تربيتها.
 
ولما كان الله يحبها كان يجربها منذ صغرها، كانت عاجزة اليد مقرحه في كل جسمها، واحتملت بصبر طوال حياتها.
 
ولما خرجت من سن الطفولة كانت زوجه ابيها تشمئز منها ولا تقدر ان تنظر إليها، فأرسلتها لرعاية الغنم. وكانت صباحا تسرح بالغنم وتعود مساءً الي البيت وتبيت علي الحطب في كوخ دني كأنه قبر. وكانت تعيش في الانفراد والاهمال من الجميع ولكن الله لم يهملها بل صار لها أباً وأماً ومعزياً ومعلماً. كانت كل صباح تمضي الي الكنيسه وتشارك بالقداس ثم تنطلق الي البريه لترعي الغنم، وفي النهار تجمع الرعاه الصغار وتعلمهم ان يعرفوا الله و يحبوه ويعبدوه.
وكانت تقسم خبزها مع الفقراء، وتقضي باقية نهارها بالصلاه، وعند المساء ترجع بالقطيع الي القرية، وفي ايام الاحاد و الاعياد كانت تتناول القربان المقدس وتقضي نهارها في الكنيسه مع يسوع.
 
وصارت عزيزة علي يسوع المسيح و كافأها بقدره عظيمة علي الطبيعة. ذات يوم كانت منطلقه الي الكنيسة فا زاد ماء السيل فلم تقدر ان تعبره فإمتلأت من الايمان و الثقة بيسوع وعبرته ماشية علي الامواج. وكانت كثيرا ما تركت قطيعها في حماية الله ومضت تمضي حاجتها ولم يكن يصبهم اي ادني ضرر.
 
ولما شاهد ذلك أهل القرية بدأوا أن يعرفوا قداستها وتأكدوا ذلك بهذا الحادث وهو أنها ذات يوم أخذت من البيت بعض الفتات الفقراء ومضت بغنمها إلي البرية فلما علمت بذلك زوجة أبيها أخذت عصا ولحقتها.
 
وكانت تشتمها وتتهددها فنظرها رجلان من أهل القرية وتبعاها رجاء أن يحميا تلك الصبية المسكينة. فلما دنا منها الرجلان وزوجة أبيها وفتحوا ذيل فستانها لم يجدوا سوي رزمة زهر لم يروا مثلها قط في تلك الأراضي مع أنه كان فصل الشتاء. فتعجب الرجلان من ذلك وفهما أن الزهر كان من السماء فرجعوا إلي القرية وحكيا لجميع الناس فصار الجميع يعتبرونها كقديسة.
 
وبعد زمان قليل أراد الله أن يدعوها ففي أوائل الصيف من سنة 1601 انتظر أبوها خروجها من كوخها ولما رآها قد جاوزت عادتها دخل كوخها فرآها ميتة ولكنها كانت مبتسمة. وفي تلك الليلة شاهد الرهبان زمرة من العذاري آتيات إلي قرية فبراق ولما خرجن من القرية رأيا بينهن جيرمين مكللة بزهور بهية. ولما كان الصباح أتي الرهبان إلي القرية فوجدوا جيرمين قد ماتت واجتمع الناس ودفنوها باحتفال عظيم في الكنيسة.
 
وكان ذكرها وآثار فضائلها تنسي رويداً رويداً مع مرور الزمان فبعد أربعين سنة ماتت امرأة من تلك القرية فأرادوا أن يدفنوها في قبر جيرمين. فلما فتحوه وجدوا جسدها سالماً من الفساد بل طرياً كأنه جسد نائم. وأخذت من ثم تظهر معجزات هذه القديسة في شفاء المرضي.
 
وفي اليوم السابع من شهر مايو سنة 1854 أعلنها البابا بيوس التاسع طوباوية. وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر يونيو 1867 تم إعلانها قديسة.