كتبت – أماني موسى
في خضم تطورات ميدانية متسارعة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمشير خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني الليبي"، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، عن مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة الليبية، تدعو إلى وقف إطلاق النار والبدء بحوار فوري ينتج عنه مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.. المبادرة التي تحمل اسم "إعلان القاهرة" لقيت تأييدًا إماراتيًا سعوديًا.

ودعا إعلان القاهرة إلى احترام كافة الجهود المبادرات الدولية والأممية، من خلال إعلان وقف إطلاق النار اعتبار من يوم 8 يونيو 2020، وإلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها، حتى يتمكن الجيش الوطني الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الإضطلاع بمسئوليتها ومهامه العسكرية والأمنية في البلاد.

من جانبه قال طه عودة أوغلو، باحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية، أن مبادرة القاهرة مهمة للغاية، لكنها من وجهة نظري جاءت متأخرة للغاية، ولا تلبي طموح كافة الأطراف بالأزمة الليبية، وأنها تغافلت عن فايز السراج رئيس حكومة الوفاق -الذي يدعم الميليشيات الإرهابية المسلحة بقيادة تركيا-.

وتابع في لقاءه مع وكالة الأنباء روسيا اليوم، أن الساحة الليبية باتت أرضًا لعدة دول تلعب بداخلها مثل روسيا وتركيا وغيرها، ولن يستطع أحد وقف إطلاق النار حاليًا –على حد قوله-.

على الجانب الآخر قال أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أعتقد أن هناك فرصة جوهرية يمكن استغلالها من خلال تنفيذ هذه المبادرة وإحداث نوع من فك الثغرة بالأزمة الليبية الممتدة منذ تسع سنوات، منذ سقوط نظام القذافي حتى الآن.

وتابع، في الآونة الأخيرة كل الأطراف بالأزمة الليبية أصبحت على قناعة تامة بأن الخيار السلمي والحل السياسي ربما يؤدي إلى إحداث نوع من الانفراجة في مسار تسوية الأزمة بعد أن فشلت كل الحلول العسكرية على مدار أربعة سنوات والتي بلغت ذروتها منذ 4 أبريل من العام الماضي وبدء عمليات الجيش الوطني الليبي، ومن ثم هناك رغبة لدى الأطراف الأغلبية الكاسحة ممثلة في الجيش الوطني الليبي والشرق الليبي ومجلس النواب وأعيان وعواقل القبائل الليبية، أن يكون هناك تسوية لهذا المسار وحل سلمي للأزمة.

مضيفًا، إن ما يحدث الآن هو عمليات استنزاف للموارد الليبية، وهناك تخوف من أن تكون هناك ثورنة جديدة للأزمة الليبية على غرار الأزمة السورية، وهذا الأمر مرفوض تمامًا، خاصة في ظل نقل الآلاف من المرتزقة عبر تركيا بما يلعب دورًا كبيرًا في تغيير موازين القوى على أرض المعركة، ويؤدي إلى إحداث توترات وتهديد للأمن القومي الليبي في المقام الأول، وأمن دول الجوار مثل المغرب والشمال الإفريقي ومصر، وبالتالي هناك فرصة يجب على كل الأطراف أن يكون لديهم انتهاز وتعاطي مع هذا الطرح الذي يساعد على الخروج من الأزمة الليبية.

مشددًا، إذا كان الليبيين أنفسهم راغبين أن يكون لديهم فرصة في إنقاذ الوضع ووقف هذا الدمار والتدمير وألا يحدث لليبيا ما حدث في سوريا واليمن، فعليهم أن يستجيبوا لهذه المبادرة ويتعظوا مما حدث للكثير من دول الجوار، ويستجيبوا للنداء المصري سريعًا.

وحول قيام تركيا بإشعال الأزمة في ليبيا قال أوغلو، أن أنقرة تدعم حكومة السراج المتواجد بها أطراف دولية.

وتابع، إذا تكلمنا بكل صراحة فإن ما يحدث في ليبيا الآن هو حرب بالوكالة لعدة أطراف دولية بما فيهم تركيا وكلاً منها لها أهداف ومصالح تسعى لتحقيقها، وأنه بعد ظهور حقول الغاز بمنطقة شرق المتوسط بدأت أنقرة تتواجد وحدث صراع بعدما تم استبعاد أنقرة، وقام أردوغان بدعم حكومة السراج للحصول على مكاسب خارج الجغرافيا التركية وأخذ حصة من غاز شرق المتوسط.