هاني صبري - المحامي
لوحظ استمرار بعض الشركات في هوليوود في عمل أفلام فيها إهانة متعمّدة للإيمان المسيحي ، كما تعمل موخراً على إصدار فيلم عن الرب يسوع المسيح يظهر فيه كإمرأة وإنها ليست المرة الأولى لمثل هذا النوع من الأفلام الغير مقبولة والسيئة والغير مرغوب فيها.

من المقرر أن تُصدر شركة القلب الفضي للإنتاج Silver Heart Productions فيلم "العادة" Habit الذي يستهدف التجديف والسخرية من السيد المسيح ويظهره كإمرأة تشارك في عدد كبير من الأفعال غير اللائقة والشهوانية.

أن القصة تحكي عن فتاة تحب السيد المسيح المتخفّي في زيّ راهبة أثناء محاولته الهروب من عواقب صفقة مخدّرات. وحسب التقارير المتداولة عن الفيلم توجد به أتهامات مهينة أخرى وفيه حجم من التدنيس والتجديف الموجّه للسيد المسيح ولإيماننا المسيحي..فإنّ تصويره بهذه الطريقة فيه إهانة لا يمكن السكوت عليها.

هذا العمل المشين يعد جريمة أخلاقية ويتعارض تماماً مع معتقداتنا الإيمانية الراسخة، حيث يسخر من الكتاب المقدس، ومن الإيمان المسيحي ومحاولة بائسة منهم لإفساد قصة السيد المسيح إعتقاداً منهم النيل من قدسيته، وفيه إهانة بالغة لكل المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين أصابهم الضيق والغضب الشديد من مشروع هذا الفيلم،

أن أي مسيحي والجميع يعلم تماماً أن السيد المسيح الوحيد الذي لم يرتكب الخطية ؛ وقال بفمه الطاهر أمام الجميع  "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " وأنه انتصر علي الخطيئة والموت. فكيف يرتكب كل هذه الجرائم والخطايا الذي نهي عنها ؟!.

 وهناك براهين لا حصر لها على صدق أفعاله وأقواله بأنه هو أبن الله.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يندرج ما قام به صنّاع العمل تحت حرية الفن والتعبير؟.

في تقديري هذا العمل المشبوه لا يندرج ضمن باب الحريات أو الإبداع بأي شكل من الأشكال وفيه تزييف للحقائق التاريخية! وإساءة  للسيد المسيح واستفزاز واضح لأبناء الدين المسيحي، وتعدّ صارخ علىٰ المقدّسات الدينية المسيحية.

نري يجب أن يكون هناك توازن دقيق بين الحق في حرية الابداع و التعبير وحق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية ، ويجب أن تستوعب هذه الشركات ومن على شاكلتها وجود خطوط فاصلة بين الحرية الشخصية وبين مراعاة مشاعر الآخرين في احترامهم لمقدساتهم وأن الأستهزاء بعقائد الآخرين والطعن في الذّات الآلهية لا يدخل يدخل ضمن الحرية الشخصية.

والذي يؤكد صحة رؤيتنا أنه كان هناك فيلم أمريكى أنتج فى الثمانينات تحت اسم الإغراء الأخير للسيد المسيح، وهو مقتبس عن رواية نيكوس كازانتزاكيس التي صدرت عام 1953م، وقد أثار جدلا لأنه كان يصور العلاقة بين السيد المسيح ومريم المجدلية، مما أثار استياء الكثير من المسيحيين و تم منع عرضه في عدة بلاد أوروبية حيث واجه هذا الفيلم رفضًا شديدًا وانتقادات حادة من جانب الفاتيكان، ووصل الأمر إلى المطالبة بطرد الفيلم من مهرجان كان ، وقدم مخرج الفيلم نفسه للمحاكمة في روما بسبب هذا الفيلم.

كما أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد انتصرت للمقدسات الدينية، وأصدرت حكماً تاريخياً منذ أكثر من عام وقررت أنّ الإساءة للمقدسات والانبياء - لا تندرج ضمن حرية التعبير.

أنّ هذا الفيلم المسئ تجاوز الحد المسموح به في الطرح، ويصنف كهجوم مسيء على السيد المسيح، كما يعرض السلام الديني للخطر.
الجدير بالذكر أن الفيلم قد تم الانتهاء من تصويره قبل انتشار فيروس كورونا ببضعة أيام، ومع ذلك لم يُعلن بعد عن موعد الإصدار. مما يعني أنه لا تزال هناك فرصة للمطالبة بإيقافه.

ومنذ الكشف عن محتوى الفيلم قامت لجنة الأفلام والتلفزيون المسيحي بهوليوود بإنشاء عريضة تطلب بإيقاف الفيلم وعدم نشره، وحثّ المسيحيين في جميع أنحاء العالم على التوقيع على العريضة والمساهمة في إفشال هذا المشروع الشيطاني، وقد قمت بالتوقيع إلكترونياً علي العريضة التي ترفض عرض الفليم.

أن هذا الفيلم كله أكاذيب ومغالطات ويهين المسيحية ويجب معالجة هذا التشويه والتصوير المهين لشخصيّة السيد المسيح قبل أن يصل إلى صالات العرض ويُسبّب أضرار وخصوصاً الشباب، بالإضافة إلي أنه يزدري الدين المسيحي ، وإصدار الفيلم لا يعني أنه سيُنشر فقط في الولايات المتّحدة بل يُوزّع في جميع أنحاء العالم.

لذلك يجب المطالبة بمنع عرض هذا الفيلم المسيئ للعقيدة المسيحية،   وعلي الشركة المنتجة الاعتذار عن الإساءة لكل مسيحيي العالم.