كتبت – أماني موسى
أعلنت ميليشيات قوات حكومة الوفاق الليبية استعدادها للتوجه إلى مدينة سرت الساحلية وذلك بعد إحكامها السيطرة على مدينة ترهونة جنوب العاصمة طرابلس، ورد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أن تراجع قواته عن طرابلس جاء نتيجة لضغوطات دولية.
 
وزير الدفاع اليوناني يلوح بالرد عسكريًا على التدخل التركي في ليبيا والتنقيب بحوض المتوسط
متغيرات ميدانية على مدار الساعة في الملف الليبي، بالتوازي معها لا تهدأ عاصفة التصريحات السياسية الحادة، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي بات الداعم الأكبر لكل الحركات الإرهابية بالمنطقة تفاخر بما تحقق مرجعًا الفضل لقواته ومرتزقته الذين جمعهم من بلدان عدة لتخريب ليبيا.
 
وعليه لوّح وزير الدفاع اليوناني بقوة الردع ديبلوماسيًا وعسكريًا في وجه تركيا إن هي أصرت على المضي قدمًا في التنقيب بحوض المتوسط، بما يعد تعدي على حقوق الدول الأخرى وإرهاب تركي لجيرانها.
 
أنقرة تقدم كل الدعم لميليشيات حكومة الوفاق
من جانبه قال سمير صالحة، أستاذ القانون الدولي بجامعة اسطنبول، أن سياسة تركيا في التعامل مع الملف الليبي معروفة وواضحة، وأنقرة تقدم كل الدعم لحكومة الوفاق الوطني، وإبعاد حفتر والجيش الوطني الليبي عن منطقة غرب ليبيا.
 
وتابع في مداخلة مع برنامج "بالتفاصيل" المقدم عبر وكالة أنباء روسيا اليوم، بعد أن كانت تركيا تركز على الدخول بالقوة إلى العاصمة الليبية، أعتقد أن السيناريو الآن يتجه إلى الجلوس على مائدة الحوار والحل السياسي، في ظل الجهود الدولية والإقليمية التي تبذل لحل الأزمة الليبية.
 
أمريكا وبريطانيا تدعم التدخل التركي بليبيا
على الجانب الآخر قالت هند الصاوي، صحفية متخصصة في القضايا الإقليمية، أن الرابح الأكبر في الأزمة الليبية الآن هي الولايات المتحدة الأمريكية ولندن، هم من سمحوا لتركيا بالتدخل العسكري بهذا الشكل في ليبيا، وهذا ما أكده وزير الدفاع التركي في أحد لقاءاته الصحفية حين سئل من يقدم الدعم لتركيا في المسألة الليبية، فقال: أن بريطانيا تتفق مع تركيا في عدة ملفات وعلى رأسها الملف الليبي.
 
وتابعت الصاوي، أعتقد أن تركيا تنوي أن تدخل وتقلب طاولة الخارطة السياسية والعسكرية في ليبيا، لأنها تملك دعم دولي، والولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت في البداية تقدم الدعم للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، لكنها تخلت عن هذا الدعم بعدما رأوا أن حفتر ارتكب خطأ كبير من وجهة النظر الأمريكية بأنه وطد علاقاته مع الجانب الروسي بشكل كبير، وأن حفتر ذهب إلى دمشق وأعاد العلاقات بين البلدين مثلما كانت عليه في عهد معمر القذافي، وأمريكا اعتبرت أن هذا جرم كبير ستعاقبه عليه، كما حدث مع البشير سابقًا.
 
تركيا تدعم الحرب وتشعل الأزمة بليبيا
وعن إشعال الأجواء والحرب في ليبيا بدعم تركي، قال سمير صالحة، أن حفتر خسر دعم العديد من الأطراف الدولية بسبب ما وصفه بـ أخطاء ارتكبها.
 
كلما زاد أعداد الأطراف المشاركة في الأزمة الليبية كلما ازدادت تعقيدًا
وقال ميشال أبو نجم، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط بباريس، كلما زاد أعداد الأطراف المشاركة في الأزمة الليبية كلما ازدادت تعقيدًا، وذلك لتعارض مصالح الدول المشاركة، ومن ثم فأنه من المؤسف تمامًا أن كل الجهود التي بُذلت على كل المستويات ذهبت هباء ولم يؤخذ بها.
 
وأضاف، من يتحمل مسؤولية تدهور وتصاعد الأوضاع في ليبيا هم الأطراف الخارجية التي ترعى وتدافع عن مصالحها أكثر من سعيها للجمع ولم الشمل الليبي، ومن جهة أخرى لا يمكن أن ننكر أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الليبيين الذين يتقاتلون منذ أن سقط نظام معمر القذافي منذ نحو تسع سنوات.
 
هناك مسؤولية على الشعب الليبي الذي لم ينتبه لما يحاك ضد بلده وساهم في تدميرها
وشدد، أني أرى أن ليبيا تركت لمصيرها مثلما حدث بأفغانستان بعد أن خرج الروس منها، وهناك مسؤولية كبيرة على الغرب والشعب الليبي الذي لم ينتبه لما يحاك ضد بلده وساهم في تدميرها.