بقلم : الدكتور مجدى شحاته 
فى البداية التمييز العنصرى بكل صوره أمر مرفوض بكل المقاييس وفقا لقوانين حقوق الانسان  التى أقرها المجتمع الدولى فى الامم المتحدة . وفى البداية أيضا  لابد من التأكيد على أن جميع الناس متساوون ككئنات انسانية بحكم الكرامة المتأصلة فى سائر البشرويحق لجميع الناس التمتع بحقوق الانسان دون تمييز من أى نوع سواء على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الاصل الاثنى أو الدين أو العمر أو اللغة أو الرأى السياسى أو الملكية أو الاعاقة . 
 
وشهد العالم خلال الايام القليلة الماضية تظاهرات حاشدة فى العديد من عواصم العالم والمدن تندد بالعنصرية وتأصيل حقوق الانسان ، بعد مقتل المواطن الامريكى جورج فلويد على يد شرطى بطريقة بشعة أثارت مشاعر كل من شاهد الفيديو الذى بثته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماى فى أنحاء العالم . خروج التظاهرات السلمية سواء للاحتجاج والتنديد والتعبير عن الرأى ، أمر شرعى مكفول للمواطنين وفقا لقوانين الدول الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان
 
منذ مقتل جورج فلويد خرجت التظاهرات الحاشدة فى العديد من الولايات الامريكية لعدة أيام متتالية ، تندد بالجرم البشع وفقا لقوانين حقوق الانسان . ولكن سرعان من ركب الموجة كل من يعمل لصالح سياسات بعينها ، وبغرض تصفية مواقف سياسية خاصة . ركب الموجة كل من يسعى الى نشر أفكار وتعاليم شاذة خارجة عن القيم الانسانية . ركب الموجة من يريد قتل الاطفال فى أرحام امهاتهم . ركب الموجة من يعمل لتمكين التانين الاصفر ان يسود العالم . ركب الموجة من سعى الى نهب وسرقة البضائع من المحلات التجارية ، ركب الموجة من تحركت فى داخله غريزة التخريب والحقد والفوضى  ليحرق ويدمر السيارات والممتلكات الخاصة والعامة . ركب الموجة أعوان سياسيون سابقون  تهدف سياساتهم البالية الى تدمير الشرق الاوسط ونشر مشروع الفوضى الخلاقة بغرض اسقاط الانظمة العربية وبث الطائفية والعنصرية البغيضة فى العالم العربى بل ودول الشرق الاوسط . العالم كله شاهد كيف وصل الرئيس اوباما الى البيت الابيض بأصوات 42 مليون أمريكى بنسبة 72% من أصوات الامريكان أصحاب البشرة البيضاء لتكون وسام شرف على صدر كل امريكى حر يؤمن ويعمل وفق مبادئ حقوق الانسان
 
ان ما أفرزته الاحتجاجات الهمجية الشرسة البغيضة التى شهدتها العديد من الولايات الامريكية ، من نهب وسرقة وحرق وتدمير ممتلكات الآخر ، تؤكد الخروج تماما عن الهدف الانسانى والاسمى الذى خرج من أجله المواطن الامريكى الحر الذى يحب وطنه . فى تصورى وقناعتى ان ما شاهده العالم من تظاهرات الولايات الامريكية الاخيرة أظهرت العنصرية فى أبغض صورها وضربت كافة قوانين حقوق الانسان فجاءت ضد أمريكا نفسها !!!  تظاهرات ضمت كل كارهى امريكا الوطن الذى احتضنهم  واستضافهم .
 
 يحدث ذلك العبث فى وقت حرج للغاية ، يتطلب التماسك والدعم والتآزر للتصدى للوباء القاتل الذى أصاب الملايين وقتل عشرات وعشرات الآلاف من الشعب الامريكى . ما شاهدة العالم يوحى لمن يدقق النظرفى الاحداث ويحللها منطقيا ، ان  التظاهرات لم تكن بسبب العنصرية ضد السود ، بقدر ما كانت بمثابة كشف النقاب عن كارهى الولايات المتحدة قارة الآمال الاحلام والرفاهية .