كتب – روماني صبري 
حقبة جديدة من التعاون الدولي صحيا، ذلك ما دعا إليه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال ترؤسه القمة العالمية للقاح التي نظمت  بمشاركة دولية واسعة، ورغم أن القمة حققت أهدافها وفق كثيرين بجمعها نحو 9 مليارات دولار لتعزيز جهود تخليق لقاح ضد فيروس كورونا، إلا أن كثيرين استبعدوا أن تكتمل الصورة بتلك الوردية خاصة وأن الدول الفقيرة التي تستقبل الجائحة بأنظمة صحية هشة قد لا تكون على سلم الأولوية في اللقاح، حتى ولو قال جونسون ان 300 مليون إفريقي سيتلقون اللقاح... 300 مليون أقل في الواقع من مجموع سكان مصر ونيجيريا وحدهما، فماذا تغني عن قارة بأكملها؟.
 
صناعة اللقاحات ليست سهلة
وفي إطار القضية قال دكتور طلال نصولي، أستاذ المناعة والحساسية بجامعة جورج تاون، عبر تقنية الفيديو لفضائية "روسيا اليوم"، أن المؤتمر كان في غاية الأهمية، وان الدول تتسابق حاليا لتخليق لقاح فعالا يشفي من فيروس كورونا، وهو ما سيتطلب أموال باهظة." 
 
وتابع :" صناعة اللقاحات ليست سهلة، وتمر بمراحل حتى يتم التأكد من سلامتها، وأي لقاح يجب أن يتميز  بـ3 مميزات هي : أن يكون فعالا، سليم لا يضر البشر، أن يكون على مدة طويلة." 
 
موضحا :" إذا تم تخليق لقاح وبعد شهور أصبح فيه أجسام مضادة تؤثر سلبا على المخ والكبد وباقي أعضاء الجسم، وقتها لن نجني منه أي نفع، ما يجعل صناعة اللقاحات غير سهلة على الإطلاق، لذلك  يستغرق العلماء سنوات حتى يخرجون بلقاح فعال يتصدى للفيروسات." 
 
الدول المتقدمة أول مستفيد 
هل سيتم توزيع اللقاح الجديد بالتساوي بين بلدان العالم، أم أن العالم الأول له اللقاح أولا  قبل العالم الثاني والثالث، وردا على هذا السؤال قال صباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، لاشك أن العالم الأول له الدور الرئيسي، وسيكون المستفيد الأول من اللقاح، وهذا شيء طبيعي، كون الدول المتقدمة هي من تقوم بالأبحاث حول تصنيع اللقاحات." 
 
وتابع :" مسؤولية حكومات الدول المتقدمة أمام شعوبها أكثر من مسؤوليتها أمام الشعوب الأخرى، هذا من جانب، من جانب آخر الأوبئة لا تعرف الحدود الجغرافية ولا السياسية، وبالتالي من مصلحة الدول الكبرى المتقدمة التي تقوم بتطوير العلاجات واللقاحات، أن تعطي هذه الأدوية لكافة أبناء البشرية." 
 
لافتا :" لأنه ليس هناك فائدة في أن تحمي القارة الأوروبية والولايات المتحدة نفسهما من الفيروس، وتترك أمريكا اللاتينية واسيا تزخر بالأمراض والفيروسات، والتي من الطبيعي في هذه الحالة أن تعود تنتشر داخل أوروبا وأمريكا."    
 
ماذا كشفت الجائحة ؟ 
ورأى دكتور طارق عبود الخبير في العلاقات الدولية، انه على الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة العجوز تغيير العقلية في التعاطي مع بعضها ومع دول العالم الأخرى." 
 
 وأردف :" لان جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، كشفت فجوة إنسانية كبيرة في تعاطي الدول معها، حيث راحت الدول ترتد إلى الداخل لحماية نفسها من العدوى، والتعاون الكبير من خلال الاتحادات الكبرى بين الدول بات في مكانة متأخرة." 
 
موضحا :" كان هناك قرصنة للمستلزمات الطبية الوقائية مثل الكمامات، وكذا لأجهزة التنفس الصناعي، وشهد العالم خلال الأشهر الماضية  تنافس وصراع بين الدول التي كانت متحالفة سياسيا واقتصاديا على مدى عقود طويلة، لذلك على هذه الدول تغيير النمط في التفكير لصالح الإنسانية."