كتبت – أماني موسى
أوضحت د. إيناس شلتوت، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر بطب القاهرة، حقيقة ما تم تداوله بشأن أن مرضى السكر هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد 19، قائلة: أن الآراء العلمية حول هذا الشأن لازالت إلى الآن مختلفة، فالجمعية الأمريكية للسكر قالت أن كورونا لا يصيب مرضى السكر بصفة خاصة، أي أنه ليس هناك زيادة في أعداد مرضى السكر المصابين بكورونا، بينما قالت الأوساط العلمية الصينية أن مرضى السكر أكثر عرضة للإصابة بكورونا دون غيرهم.

دراسات علمية تكشف العلاقة بين مرض السكر واحتمالية الإصابة بكورونا
لكن الدراسات العلمية في مجملها حذرت من نتائج الإصابة بكورونا على مرضى السكر دون غيرهم، إذ تصيبهم مضاعفات أكثر من المرضى العاديين، فمرضى السكر المرتفع احتمالات إصابتهم أعلى وظهور أعراض شديدة عليهم بخلاف أصحاب السكر المتوازن.

مرض السكر يتسبب بنقص المناعة وفرص الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية
وأضافت في لقاءها مع الإعلامي د. خالد منتصر، ببرنامج "زووم كلينك" المقدم عبر اليوتيوب، أنا أميل إلى النظرية العلمية الصينية بشأن مرضى السكر والإصابة بكورونا، وذلك لأن السكر يسبب بشكل أو بآخر نقص في المناعة، والمناعة هي خط الدفاع الأول للجسم في مواجهة أي عدوى سواء بكتيرية أو فيروسية، وفيروس كورونا يتسبب بتقص كبير في المناعة.

لهذا السبب لا يلتئم جرح مريض السكر بسهولة
وأوضحت أن مرض السكر يقلل المناعة لأن ارتفاع مستوى السكر، يؤدي إلى تكاثر أي ميكروب يدخل لجسم الشخص المريض، قد لا يتكاثر في جسم شخص آخر غير مصاب بالسكر، وهناك علاقة بين مرض السكر وبين أنواع البكتيريا المختلفة، ولذا تجد مريض السكر إذا أصاب بجرح لا يلتئم بسهولة، وإذا أصيب بعدوى لا يشفى بسهولة، فمرضى السكر هم الأكثر عرضة للإصابة بالدرن أو التهابات الجهاز البولي.

وتابعت، هذه العلاقة بين الإصابة بالسكر وانخفاض مناعة الجسم مثبتة في الإصابة بالعدوى البكتيرية، ولكن الشخص ذو السكر المنضبط يصبح أقل عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية.

هكذا يمكنك أن تعرف بالأرقام إصابتك بالسكر من عدمه
وحول معرفة مصاب السكر من خلال التحاليل، قالت: أن الشخص السليم الغير مصاب بالسكر تكون نتائج تحليل السكر صائم له أقل من 100، والسكر العشوائي يكون تحت 140، بينما المصاب يكون السكر الصائم له فوق الـ 126 ، والسكر العشوائي فوق الـ 200.

مرحلة ما قبل الإصابة بالسكر
وهناك مرحلة تسمى ما قبل الإصابة بالسكر وتكون نتائج تحليل السكر الصائم من 100 إلى 125، ونتائج التحليل العشوائي فوق 140 وأقل من 200، وهذا بالطبع يكون في حال عدم تناول أي أدوية خاصة بعلاج السكر.

مؤشرات الإصابة بالسكر وتخفيض الوزن يساهم في تأجيل الإصابة
مشيرة إلى أن هناك عدة مؤشرات تشير إلى إمكانية الإصابة بالسكر، مثل السمنة وقلة الحركة وتناول الكثير من السكريات، وأن تخفيض الوزن مع الحركة والإقلال من تناول السكريات يقلل نسب الإصابة بالسكر بقدر كبير، ووجد أن تخفيض الوزن بنسبة 7% يمكن الشخص من حماية نفسه من الإصابة بالسكر بنسبة كبيرة.

وجود تاريخ مرضي عائلي بالسكر يعني وراثته بنسبة كبيرة

ولفتت إلى أن الكثير من إصابات السكر تكون بالجينات أي استعداد وراثي، ترتفع نسبة الإصابة به إذا كان الوالد أو الوالدة أو الأعمام أو الجدود، مصابين بالسكر، فإذا كان هناك تاريخ مرضي بالعائلة بالإصابة بالسكر فهذا يعني زيادة احتمالية الإصابة به بنسبة كبيرة جدًا، وهنا يكون تخفيض الوزن وممارسة الرياضة وإتباع نمط أكل صحي له دور في تأجيل الإصابة بالسكر.

هل جراحات السمنة تفيد في علاج السكر؟
وعن جراحات السمنة ودورها في علاج، وهل هذا الكلام حقيقي أم لا، قالت د. إيناس: هناك نوعين من الأشخاص، أولهم وزنهم طبيعي أو أقل، والثاني لديه زيادة بالوزن أو سمنة.

في هذه الحالة تكون الجراحة ممنوعة تمامًا
بالنسبة للنوع الأول هناك إعلانات تخبرهم بأن هناك جراحات يمكنها أن تعالجهم من مرض السكر، ويكون هؤلاء الأشخاص مصابين بسكر من النوع الأول، وهو نوع لا يمكن علاجه إلا بتناول الدواء، لأنه سكر وراثي وليس نتيجة زيادة بالوزن، ويكون هناك خلل بإنتاج الإنسولين بجسمه وبالتالي لا بد من الحصول على الإنسولين بشكل خارجي، وعليه فهنا تكون حالة الجراحة ممنوعة تمامًا.

هذه هي شروط نجاح جراحات السمنة في علاج السكر
أما للنوع الآخر الذي يعاني من سمنة مفرطة ويفكر بإجراء تدخل جراحي للتخلص من السمنة والسكر، فهناك شروط لنجاح هذه العملية، وهي أن يكون لديه سمنة مفرطة، وأن يكون مصاب بالسكر فترة لا تتجاوز الخمس سنوات، مستطردة: "إذا جبنا واحد عنده سكر بقاله 20 سنة، البنكرياس عنده بيكون ضعف، وبالتالي لن تجدي العملية نفعًا ويحتاج دومًا إلى علاج خارجي وهنا لن نحتاج لإجراء جراحة لإزالة السمنة وتخفيض الوزن".

للجراحات آثار جانبية ومضاعفات مجى الحياة ويفضل الطرق الطبيعية للتخلص من الوزن
مشيرة إلى أن هذه الجراحات لها آثار جانبية ومضاعفات يتم إخبار المرضى بها، ولذا ننصح المرضى للجوء إلى التخسيس بالشكل الطبيعي والرياضة وبعض الأدوية