عبر طه حسين عن رأيه في شعر خليل مطران بقوله له «إنك زعيم الشعرالعربى المعاصر، وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين، وأنت حميت (حافظ) من أن يسرف في المحافظة حتى يصبح شعره كحديث النائمين، وأنت حميت (شوقى) من أن يسرف في التجديد حتى يصبح شعره كهذيان المحمومين».

أما عنه فهو خليل بن عبده بن يوسف مطران ونعرفه اختصارا باسم (خليل مطران) وهو مولود في الأول من يوليو عام ١٨٧١ في بعلبك بلبنان، وتلقى تعليمه بالمدرسة البطريركية ببيروت.

تلقى توجيهاته في «البيان العربى» على يد أستاذيه الأخوين خليل وإبراهيم اليازجى، كما أطلع على أدباء أوروبا، هاجر إلى باريس وانكب على دراسة الأدب الغربى، ومن باريس انتقل مطران إلى مصر، وعمل محررا بجريدة الأهرام لسنوات، ثم قام بإنشاء «المجلة المصرية» ومن بعدها جريدة «الجوائب المصرية» اليومية والتى عمل فيها على مناصرة مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمر إصدارها على مدار أربع سنوات، وقام بترجمة عدة كتب، وخلال فترة إقامته في مصر عهدت إليه وزارة المعارف المصرية بترجمة كتاب «الموجز في علم الاقتصاد» مع الشاعر حافظ إبراهيم، وصدر له ديوان شعر مطبوع في أربعة أجزاء عام ١٩٠٨، كما عمل على ترجمة مسرحيات شكسبير وغيرها من الأدب الغربى وكان له دور فاعل في المسرح القومى بمصر، ونظراً لجهوده الأدبية المميزة قامت الحكومة المصرية بعقد مهرجان لتكريمه حضره جمع كبير من الأدباء والمفكرين من بينهم الأديب الكبير طه حسين.

عرف مطران كواحد من رواد حركة التجديد، وصاحب مدرسة في كل من الشعر والنثر، ويعد من مجددى الشعر العربى الحديث، والنثر كذلك حيث حرره من الأساليب الأدبية القديمة وهو ينتمى للمدرسة الرومانسية في الشعر، وأثرت مدرسته الرومانسية فى العديد من شعراء عصره مثل إبراهيم ناجى وأبوشادى وشعراء المهجر وغيرهم شهدت حياة خليل مطران العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية المهمة وعبر عنها في شعره وتميزت قصائده بنزعة إنسانية، وكان للطبيعة نصيب من شعره فعبر عنها في الكثير منه وتفوق على كل من حافظ إبراهيم وأحمد شوقى في قصائده الاجتماعية إلى أن توفى «زي النهارده» فى ١يونيو١٩٤٩.