حمدي رزق
المكان: أمام بوابة البنك.

الزمان: قبل يومين.

حارس الأمن: مش هينفع تدخلى يا حاجة لازم تكونى لابسة كمامة.

الست الحاجة: والله يا بنى ما هقعد كتير دى حوالة هصرفها وأخرج علطول.

حارس الأمن: والله دى تعليمات ومقدرش أخليكى تدخلى جوه من غير كمامة متجيبيليش الأذية يا أمى الله يرضى عليكى.

وهنا يظهر أحد الرجال البسطاء من كبار السن وهو يخرج من بوابة البنك، ويخلع كمامته ويديهالها ويقول: خدى الكمامة دى يا حاجة أنا خلصت ومروح.

فترد عليه: طب استنى خد تمنها.

فيرد عليها: دى مش بتاعتى أخدتها من واحد خارج من البنك وأنا داخل أصرف..

أنا متهيألى لو الفيروس كان واقف وشايف اللى بيحصل كانت الدمعة هتفر من عينه.

شعب واعى.. والحكومة بتراهن على وعيه.. اللهم ف أشهد.. الرهان حرام!!».

منقول بحذافيره وبأحرفه، لا يحتاج زيادة حرف واحد، صورة قلمية واقعية ساخرة، الكوميديا تنبثق من قلب الموقف، الكوميديا السوداء هى نوع من الكوميديا، تدور حول مواضيع تعتبر عمومًا تابوهات «محرم الخوض فيها»، بحيث يتم التعاطى مع تلك المواضيع بشكل فكاهى أو ساخر، مع الاحتفاظ بجانب الجدية فى الموضوع.

مواضيع الكوميديا السوداء تتضمن مواضيع الموت والانتحار والحرب والإرهاب والعنف والجريمة والمخدرات والخيانة الزوجية والجنون والعنصرية والشوفينية والجريمة، والجنس وما شابه.. كوميديا سوداء، تعتمد على الشىء الذى يؤلمك، وتدفعك للضحك، لذلك فهى كوميديا ليست بالسهلة بالمرة.

فعلا إحنا بتوع الكوميديا السوداء، إحنا اللى فرسنا الفيروس.. كورونا كفيروس تحوّر عالميا خمس مرات، ولكنه تحور مصريا عشر مرات، وفى كل مرة يتحور، يحور فى المتحور، ومبروم على مبروم ميرولش، وهتروح فين يا فيروس بين الملوك، إحنا اللى علقنا الفيروس حدوة ع الباب، ووقفنا القمر ع الباب، وغنينا يامه القمر ع الباب. الفيروس هيشوف أيام سودة، أسود أيام دورة حياته الفيروسية، اللى شافه فى الصين حمادة، واللى هيشوفه فى حمادة تانى خالص، فى الصين يأكلون الخفافيش التى تؤوى الفيروس، فى مصر يجرحون ريقهم بمجموعة من الفيروسات، مولِّفين على الوجبات الفيروسية، كورونا مسلوق مع بطاطس مهروسة، وكورونا مشوى مع خضار سوتيه، وكورونا بانيه، مشوى ومقلى، وشوربة كورونا بالبهار الحار مغلية على البخار.

كورونا إذا ظل على حالته سيصعب عليه الصمود فى الأجواء المصرية، الطقس صعب عليه حار جاف صيفا، ورائحة العرق تحت البطاط جمع شعبوى لـ(إبط)، تقتل فيل بزلومة، وتصيب أسد الغابة بغيبوبة عميقة.

تخيل كورونا طلع أتوبيس، هيقطع تذكرة، ولو هرب ناحية المترو هيتقفل الباب على ديله، ولو امتطى قطر منوف، ربنا يكتب له عمر جديد، هذا إذا بلغ أشمون، لن أحدثكم عن محافظة غلبت الإخوان، من أطاح فيروس الإخوان لن يصعب عليه فيروس كورونا.

خلاصته وأرجو أن أكون مصيبًا، كورونا لا مكان له فى المحروسة إلا إذا تخلينا عن التدابير الوقائية أمام البنوك المصرية.. وقاكم الله شر الفيروسات البشرية التى تتاجر فى الكمامات المستعملة.
نقلا عن المصري اليوم