اكتشفت دراسة جديدة أن الإنسان العصري وصل مبكرا جدا إلى أوروبا ليعاصر النياندرتال الحجري (الإنسان البدائي) وليؤثر عليه ويعلمه صناعة الأدوات والمجوهرات.

وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية أسفرت بعثة استكشافية لكهف كيروباتشو في بلغاريا عن اكتشاف بقايا إنسان معاصر وإنسان نياندرتال وتنوع في الأدوات الحجرية والمتطورة بنفس الموقع والذي يعود لأكثر من 40 ألف سنة مضت، ولينشر الفريق الدراسة في صحيفتي الطبيعة والتطور البيئي.

وقال جين هابلن المشرف على الدراسة من مركز ماكس بلانك للأنثروبلوجيا التطورية، إن الإنسان العصري تواجد في أوروبا منذ نحو 46 ألف عام مضوا وربما أكثر ما يعني أنهم تعايشوا وتعاملوا مع النياندرتال القديم لنحو 8000 عام قبل إنقراضه منذ 40 ألف عام.

وتمكن الفريق من إيجاد أدوات من الحجر والعظام عائدة للإنسان النياندرتال في كهف كيرو باتشو وبجانبها أدوات أكثر إتقانا يرجح عودتها للإنسان العصري وبجانب كل ذلك توجد بقايا من أسنان وكسور من عظام والتي تبين من تحليلها أنها تعود لجثث إنسان عصري.

وأخضع الفريق بقايا الإنسان العصري للفحص بالكاربون المشع ليثبت أن عمرها يتراوح بين 47 ألفا و42 ألف عام بينما أثبت فحص الدي إن إيه أن عمر البقايا يتراوح بين 44 ألف سنة و42 ألف سنة.

ووجد الفريق قطعا من أنياب الدببة تم تشكيلها في هيئة مجوهرات ما يمثل مدى التزاوج بين ثقافتي الإنسان المعاصر الذي يحترف صنع المجوهرات والإنسان الحجري الذي يستخدم أسنان الحيوان في مقتنياته التي يصنعها.

ويقول البروفيسور كريس سترينجر من متحف التاريخ الطبيعي في لندن والذي اكتشف من قبل جمجمة إنسان عصري عمرها 200 ألف عام في أوروبا إن هذه الدراسة تمثل أقدم دليل على وجود تعايش وتفاعل بين الإنسان المعاصر والإنسان النياندرتال، مضيفا أن من الألغاز التي حلتها الدراسة كون وجود الإنسان المعاصر منذ كل تلك السنين لم يعجل بإنقراض النياندرتال وذلك نظرا لأن مجموعات الإنسان المعاصر التي قدمت لأوروبا كانت فرقا صغيرة أقل قدرة على أن تقضي على جموع كبيرة من النياندرتال.