كتب - نعيم يوسف
قال أحمد شوقي، الناقد السينمائي، إن مشكلة مسلسل الاختيار إنه ينفي الاعتماد على القيم المصرية في الرد على الإرهابيين، على عكس ما فعله لينين الرملي في فيلم الإرهابي.
 
وكتب "شوقي"، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في نقاش تابعته النهارده عن صورة الإرهابي/ المتطرف على الشاشة فيه حد ذكر ملاحظة حكيمة جدًا، وهي إن الثلاثي لينين الرملي/ نادر جلال/ عادل إمام عملوا فيلمهم "الإرهابي" سنة 94، اختاروا عمدًا إن قيم "المصرية" هي اللي ترد الإرهابي لصوابه، إن الأسرة اللي تضطره الظروف يعيش بينها تكون عائلة منفتحة، بناتهم منهم اللي بتشتغل موديل، عايشين حياة سليمة بدون ارتكان للخلفيات الدينية، منفتحين على الأديان التانية، بيجمعهم قيم إنسانية زي حب الوطن (تشجيع المنتخب) واحترام الأب والأم، وحتى خفة الظل والدم الخفيف".
 
وأضاف الناقد السينمائي: "مشكلتي الرئيسية مع "الاختيار"، واللي رصدتها في مقالي الإيجابي اللي كتبته بعد 8 حلقات، واللي في ال4 حلقات التالية بقت ظاهرة بشكل مخيف بصراحة، هو النفي الضمني لهذه القيم، فجأة جالي شعور بيزيد كل حلقة إنا باتفرج على مباراة في التدين، كل طرف فيها بيحاول يثبت للمشاهدين إن هو اللي عنده الفهم الصح للدين. أغلب منطلقات الجنود في التضحية من أجل بلدهم هدفها الشهادة بمعناها الديني مش الوطني، والظابط بيتكلم مع زمايله ومع جنوده عن الفقه أكتر ما بيكلمهم عن العسكرية، وعن القواسم المشتركة اللي المفروض تجمعهم كتف في كتف المسلم والمسيحي واللي معندوش دين (على فكرة آه.. غير المتدين بيضحي عشان بلده كمان وتضحيته أقيم لأنها مش مربوطة بمكافأة منتظرة في العالم الآخر)".
 
وشدد على أنه لا يلوم صناع العمل، معقبا: "لأني قادر أشوف الانحراف المعياري لبوصلة المجتمع بين 1994 و2020 وأنا عشت في الزمنين وعارف قدر الجهل اللي زاد والوعي العام اللي راح ومال للتطرف.. قادر أشوف الفرق في توجه الدولة اللي لسبب ما بقت مقتنعة إن فرض الرقابة الأخلاقية والقبض على اللي بتعمل فيديوهات بلهاء أهم من المتطرفين اللي بيبخوا سمومهم بالمئات كل يوم على الإنترنت وهم معروفين وأماكن سكنهم وعملهم معروفة ومكتوبة في البروفايلات.. وقادر أفهم الفارق بين وجهات النظر، لأن أكيد "لينين" الرملي فهمه للوضع ولقيمة الجملة وتأثيرها المباشر وغير المباشر أعمق".
 
وتابع: "لكن في نفس الوقت ماقدرش ماقولش إني مبقتش باستمتع بنفس القدر اللي كانت عليه الحلقات الأولى، وإني في حلقة النهارده انزعجت جدًا من مونولوج مكتوب بسلامة نية ولكن معناه كارثي وهو إننا منقولش على الإرهابيين إرهابيين عشان ربنا أمرنا نعد القوى ورباط الخيل نرهب به عدو الله.. الغرض النبيل إنهم شوية جرذان لم يرهبونا، المعنى الحرفي هم تكفيريين إحنا اللي إرهابيين!".