أغلقت فنزويلا حدودها البحرية، تأكيدا لسياستها الرافضة دخول المساعدات الأمريكية للبلاد، رغم الأزمة التى تعانى منها، بينما تواصل المعارضة بقيادة رئيس البرلمان، الذى نصّب نفسه رئيسا بالوكالة، خوان جوايدو، حشد أنصارها لإدخال تلك المساعدات يوم 23 فبراير الجارى، بأى ثمن، فيما أبدى الجيش الفنزويلى دعمه وولاءه الذى لا يتزعزع للرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو، ردا على مطالبة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، للجيش بالتخلى عن مادورو ودعم منافسه.

وأعلن وزير الدفاع الفنزويلى، فلاديمير بادرينو، أنه «على أولئك الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة فى فنزويلا أن يمروا فوق جثث أفراد الجيش أولا»، وقال بادرينو فى خطاب بثه التليفزيون الحكومى الفنزويلى: «من يحاول أن يكون رئيسا هنا فعليه أن يمر فوق جثثنا أولا»، مشددا على أن المحاولات لفرض حكومة «دُمية» وغير وطنية فى فنزويلا ستفشل، وأضاف الوزير أن الشعب وحده هو من يعبر عن إرادته حول من يريد أن يحكمه بانتخابات مباشرة.

وقال: «نحن لا نعترف إلا بالسلطة التى مصدرها سيادة الشعب الفنزويلى، وإذا أرادوا ابتزازنا دعهم يبتزونا، وإذا أرادوا فرض عقوبات علينا دعهم يفرضوها، لكننا سنظل مدافعين عن الوطن»، وقال إن «الجيش والقوات المسلحة تعترف بالرئيس مادورو قائدا لها، ونؤكد الطاعة والولاء الذى لا يتزعزع للرئيس مادورو»، وأضاف بادرينو وبجانبه عدد من قيادات الجيش: «إن الجيش سيبقى على انتشاره فى حالة تأهب على طول الحدود لمواجهة أى خرق لسيادة الأراضى»، وقال إن الجيش لن يسمح بأن يتم «ابتزازه» من خلال «حزمة من الأكاذيب والتلاعب».

ووصف وزير الدفاع خطاب ترامب حول فنزويلا بأنه غير مقبول ومتكبر ولا معنى له، ورفض ما جاء فيه من الدعوات للجيش الفنزويلى للتوقف عن دعم مادورو، وقال إن ترامب «لا يحترم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية ويقيّمها بشكل خاطئ، حيث يحاول إعطاء أوامره لها، ويطلب منها تجاهل الدستور الفنزويلى»، وأشار بادرينو إلى أن ترامب «يريد تنصيب نفسه قائدا للجيش الفنزويلى، وحديثه المتكرر عن المساعدات الإنسانية يهدف لتقديم الصورة كأن الجيش سيواجه الشعب»، وأضاف الوزير الفنزويلى: «نلاحظ أن هناك ميولا واضحة لوزارة الخارجية الأمريكية للاستحواذ على فنزويلا، وهدف الولايات المتحدة هو سرقة ثروات فنزويلا تحت حجة المساعدات الإنسانية». وعلق الجيش الفنزويلى الرحلات الجوية والبحرية مع جزيرة كوراساو قبيل وصول شحنة مساعدات إنسانية، كما علقت فنزويلا الرحلات البحرية والجوية مع الجزر الهولندية الثلاث كوراساو وأروبا وبوناير.

من جانبه، دعا مادورو منافسه جوايدو لإعلان الانتخابات فى البلاد، وقال فى تصريحات أمام خريجى الجامعة الطبية: «لماذا لا يدعو جوايدو إلى انتخابات، لنتخلص منه عبر التصويت الشعبى؟». وأضاف: «ادعوا المهرج الذى نصب نفسه رئيسا إلى إجراء انتخابات لنتخلص منه عبر التصويت».

وأصبحت شحنات الغذاء والدواء للفنزويليين الذين يعانون وسط أزمة اقتصادية نقطة تجاذب وصراع على السلطة بين مادورو وجوايدو، ويتواصل تخزين المساعدات فى كولومبيا قرب الحدود مع فنزويلا، ويعتزم جوايدو إدخال مساعدات عبر الحدود مع كل من البرازيل وكوراساو الواقعة قبالة سواحل فنزويلا، وقال متحدث باسم الرئاسة البرازيلية إن بلاده تتعاون مع واشنطن لتأمين المساعدة لفنزويلا لكنها ستترك للفنزويليين مسألة تسلمها عبر الحدود.

وأعلن نائب الملحق العسكرى الفنزويلى لدى الأمم المتحدة، الكولونيل بيدرو خوسيه شيرينوس، إنه «فى عصيان مطلق وتام لحكومة نيكولاس مادورو غير الشرعية»، وأكد دعمه لجوايدو.

ورغم امتلاكها أكبر احتياطى نفطى فى العالم تعانى فنزويلا من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة وسط نقص حاد فى الغذاء والدواء، ويشهد اقتصادها انهيارا منذ 4 سنوات وسط تضخم هائل توقع صندوق النقد الدولى أن يصل إلى 10 ملايين% هذا العام، ودفع انهيار الاقتصاد ما يقدر بـ2.3 مليون فنزويلى إلى الهجرة لدول الجوار، وقال جوايدو إن 300 ألف شخص يواجهون خطر الموت فى حال عدم وصول المساعدات لكن مادورو ينفى وجود أزمة إنسانية.

فى غضون ذلك، نفى وزير الخارجية الكوبى، برونو رودريجيز، ما أعلنه ترامب من أن هافانا أرسلت قوات عسكرية إلى كراكاس لحماية مادورو، وقال الوزير الكوبى إنّ «الاتهامات التى ساقها رئيس الولايات المتحدة ومفادها بأن كوبا لديها جيش خاص فى فنزويلا هى اتهامات خسيسة، فليُظهر الدليل على ما يقول، إنّ حكومتنا ترفض هذا التشهير بأقوى العبارات وأشدّها حزماً». وكان الجيش الكوبى عبّر السبت الماضى عن دعمه لمادورو فى وقت تتّهم فيه هافانا واشنطن بالإعداد «لاعتداء» ضد فنزويلا.