حمدي رزق
الحفاظ على جذوة الوطنية مشتعلة فى النفوس يتطلب إنتاجا دراميا كثيفا (مسرحيا وسينمائيا وتليفزيونيا)، وعلى نفس النهج من تأجيج الروح الوطنية ببطولات ابطالنا الأفذاذ، فى الذاكرة الوطنية بطولات تفخر بها الأجيال، معين لا ينضب، ما تيسر من سير الشهداء خليق بالاحتفاء.

«الممر» عمل حالة انتصار، و«الاختيار» عمل حالة افتخار، انتصار تلو انتصار يعجب الشطار فى قراءة كتاب الوطنية، ثبت بأسماء الأبطال فى سجلات الوطن (جيش وشرطة)، منهم من قضى نحبه شهيدا ومنهم من ينتظر دوره على الشاشة ليدخل القلوب كما سكنها «منسى».

كم تحنُّ نفوسنا إلى دراما متصلة تصل بين أرواحنا الضائعة وأرواح الشهداء، ضاع وقت لا نمتلكه بين أيدينا، كثير من السنوات مضت ننتظر ما يعبِّر عن روح الانتصار العظيم، وحدث فى «الممر» بعد طول انتظار.. وكان «الاختيار» أيقونة رمضان.

شهور الصيف تهبُّ لافحة على المنهكين الصابرين، سلخت وجوه الطيبين بلهيب من الإفك والكذب والاجتراء والافتراء على الشهداء، وتشتاق النفوس إلى ما يرطِّب أيامنا بنسمات الفَخَار، وتتملَّل الروح تودُّ لو تعود، وكما عادت من رحم الهزيمة، وتثبت حضوراً بعد غياب طال كدهر.

ليس سراً أن الرئيس السيسى أوصى مبكرا وقبل سنوات، سينمائيين محترمين ومؤتمنين على كتابة بطولات الجندى المصرى العظيم، وتحدث إليهم مطولاً، وعبَّر عن شوقه وأشواق المصريين إلى دراما تجسد المعجزة، وتعيد الروح، وتستلهم البطولة، وتقشع الظلام الذى فيه يَعْمَهُ المرجفون.

فيلم أو مسلسل يؤنسن البطولة المصرية، ويلمس جوانب عظمتها، ومعلوماتى المتواضعة أن كتيبة من المضروبين بحب تراب هذا الوطن توفروا كُلٌّ على حدة على بطولاتٍ ستٍّ، بل قل: معجزات ستّ، تولى كل منهم معجزته، وكانت باكورة هذا العمل الوطنى المعتبر «ملحمة كبريت» ما تيسر من سيرة البطل «إبراهيم عبدالتواب ورفاقه العظام» بعنوان «134 يوم».

أخشى أن أعواماً تمر وأجيالاً لا تعرف أنه كان هناك بطل مصرى من ضهر مصرى، أسد، غشيته الهزيمة، فلم ينسحق، وعاش الموت بقلب شجاع، وذاق حلاوة النصر قبل الشهادة، وإذ جاءته الشهادة أوصى جنوده بالأرض.

دراما الحرب ليست رفاهية، ولا ترفاً، والبطولات التى انتهت إليها الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، من لحم ودم وروح وإبداع، الممر كان عبورا دراميا، والاختيار لم يكن مسلسلا، بل ملحمة، أشاعت الفخر فى النفوس العطشى للحظة انتصار على فيروس اليأس المتفشى، الذى ينشره إخوان الشيطان.
نقلا عن المصرى اليوم