عبد المنعم بدوي
مقوله شهيره أطلقها رئيس الوزراء البريطانى المخضرم الداهيه  " ونستون تشرشل " ، وأصبحت دستور يحفظه عن ظهر قلب ، ويعملون بها ، كل رؤساء وزراء بريطانيا من بعده .

انطونى ايدن عمل بها عام 1956 ، وأعلن الحرب على مصر عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس ، مارجريت تاتشر شنت هجوما بحريا على الأرجنتين بسبب جزر الفوكلاند ، وهى من بقايا مستعمرات بريطانيا فى المحيط الأطلنطى ، ونجحت فى أستردادها بالقوه ، كما أنها أرادت الأحتفاظ بجزيرة هونج كونج بعد أنتهاء عقد إيجارها من الصين بمرور 99 سنه ، لكن الصين رفضت ، وتم الأتفاق على أن تكون السياده للشئون الخارجيه والدفاع للصين ، والتجاره والأقتصاد لبريطانيا .

والسؤال : هل عادت هونج كونج للصين أقتناعا من بريطانيا بإحترام الأتفاقيات التاريخيه وبفضائل الحق والأخلاق ، ومواد القانون الدولى  ؟؟
الجواب : أبدا ..  ليس فى السياسه الدوليه لاحق ولا أخلاق ولا فضيله ..  كل مافى الأمر أن الصين وبريطانيا يعلمان تمام العلم أن السياسه الدوليه غابه للوحوش الكاسره ، والبقاء فيها للأقوى ، فرضخت بريطانيا لمطالب الصين لأنها لاتستطيع مجاراتها فى القوه العسكريه أو الأقتصاديه .

وفى ظل الأحداث الجاريه عن عودة المفاوضات مع أثيوبيا حول سد النهضه  ، وتحت أجواء تعنت ولف ودوران الجانب الأثيوبى ، مع قرب الأنتهاء من بناء السد والبدء فى عملية ملىء الخزان ...  سألت محدثى وهو دبلوماسى شهير مخضرم عن أشهر المقولات التى قالها الزعيم الشعبى المصرى " سعد زغلول "  فى أثناء المفاوضات مع بريطانيا  للجلاء عن مصر  ...  قال لى محدثى ينسب للزعيم المصرى " سعد زغلول "  مقوله شهيره :  "  مافيش فايده  ...  غطينى ياصفيه  " ، وصفيه هذه هى زوجته ، السيده " صفيه زغلول ، ولكن لاأحد يستطيع تأكيد أنه قد قالها فعلا أم لا .

وأستطرد محدثى قائلا : أن الوضع المصرى " خطير " ، لأنه قضيه وجود ...  أن نكون أو لانكون ، وعندما نكون ، كيف نكون ، نجوم تسكن فى السماء ، أم نكره بين أفواج البشر ، رقم صحيح ، أم صفر بين الأصفار ، إن الخيارات أمام مصر شحيحه ، ولكنها متاحه ، فالساعه لا تعود الى الوراء ، إن ارجعتها عنوه فلن يطاوعك الزمن ، وما علينا إلا الحفاظ على حقوقنا المشروعه بشتى الطرق السلميه والحربيه ، وفى نفس الوقت وضع خطط مستقبليه صارمه لمواجهة شح ونقص المياه ، ولا أدرى ماسبب تكاسل الدوله وأهمالها لهذا الأمر حتى الأن ...  علينا بتطوير نظم الرى فى كل أرجاء مصر بتحويلها من رى بالغمر الى رى بالتنقيط  توفيرا للمياه ، والأعتماد كليا على زراعة الصوب الزراعيه  لزيادة أنتاجيه المحصول ، وإعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف الصحى والصرف الزراعى ، والبدء فى تنفيذ أعداد كثيره من محطات تحليه مياه البحر  ، وذلك كله يسير جنبا بجنب مع كل الخيارات .

صدمنى كلام صديقى الدبلوماسى ، وعدت الى منزلى ، حيث لم يبق لى من مستقبل الأيام فى ظل أزمات المياه المنتظره سوى سقاية نباتات الزينه  ...  حتى تحتفظ نباتاتى ببقايا الحياه لأطول زمن ممكن .