كتب : د. مينا ملاك عازر

أعرف ولا أعرف، إن كان ما أعرفه صحيح أم لا، أن هذا العيد الذي نحن نعيش أيامه الآن، وهو عيد الفطر مدرج على تسميته بين العامة بعيد الكعك، على اعتبار أن عيد الأضحى معروف بتسميته عيد اللحمة، وإن كان ما أعرفه صحيح، فلنوزع الكعك على البعض ممن يستحقون الكعك، والكعك كما تعلمون أنواع، ولكي ما لا أصنف الكعك الذي سأقدمه للناس بين الكعك الذي كان يحلي شهادات الفاشلين والراسبين والكعك بتاع العيد، فسأقدم كعكي وسأقول لمن ولماذا؟ وعليك سيادة القارئ أن تقدر نوعه وتصنفه كما ترى.
 
أقدم كعكي للحكومة التي لم تعمل حساباً أن يوماً سيأتي ونحتاج المستشفيات ونتكأ على الأطباء، فلم تجدد المستشفيات، ولم تقيم الجديد، ولم ترفع من الحالة المادية والفنية لأطبائنا، ولم تدعمهم بما يستحقون من دعم مادي كبدل عدوى وما إلى ذلك بالشكل الذي يستحقونه، حتى جاءت الجائحة فرضخت وعرفت أن الأطباء بحاجة لإعادة تقييم وضعهم المادى، لكن بقى الوضع الخاص بالمستشفيات دون حل، فأفرغت المستشفيات الهامة من مرضى لتجعل منها مستشفيات عزل لتلحق ما يمكن اللحاق به.
 
أقدم كعكي لمن صفقوا لبناء الحجر ولم يهتموا ببناء البشر، حتى صرنا اليوم غير واعين بخطورة ما يداهمنا ونتبع الفهلوة للتعامل والتعالي مع الميكروب، فتعاظم الخطب وتزايدت أعداد المصابين
أقدم كعكي للعلماء الذين يسعون جاهدين لإيجاد علاج أو لقاح ناجز لمقاومة فايروس كورونا وإنقاذ البشرية من خطره المهلك.
 
أقدم كعكي لمن جرف التعليم في بلادنا حتى أن بلاد العالم كله يسعون لإيجاد منفذ ينقذ من الفايروس، ونحن نتفرج ونتابع من بعيد لأنه وببساطة ليس لدينا إمكانات ولا علماء، فالمعظم فر للخارج حيث لقى التقدير ومن تبقى عاجز بسبب عدم وجود دعم ولا اجهزة ولا مناخ مناسب.
 
أقدم كعكي هذه المرة لكل بلد كانت جادة في مواجهة الفايروس، وعملت إغلاق تام واستطاعت الوصول لصفر إصابات ولم تخاطر مراضاة لرجال الأعمال، فقد كان اقتصادها حق قوي يستطيع المقاومة والوقوف وليس أرقام كاذبة مضللة في قراءاته لتنيم الشعب، ولم تعلق في إغلاقها التام الذي وصلت به لصفر إصابات علي رغبات الشعب الذي يطمح ويطمع في الخروج واللهو وعدم المبالاة بحالة الكارثة المحدقة بنا.
 
آخر القول كل عام والجميع بخير وصحة، ومحفوظين من حماقات الساسة وطياشات القادة، وأحلام الصغار بأمجاد على حساب الشعوب.
المختصر المفيد يا رب ارفع عنا الوباء والغلاء وسيف الأعداء.