كتب – روماني صبري 
 
يعد الجنرال "جورج إس باتون"، واحدا من أهم جنرالات الحرب في العالم، ودوره في الحرب العالمية الثانية يؤكد ذلك، حيث نجح في قيادة الجيش الثالث الأمريكي، الذي حقق انتصارات عدة في المعارك التي خاضها آنذاك، ليتصدر باتون قائمة أكثر الجنرالات انجازات في الحرب العالمية الثانية، علاوة على ذلك نجح هذا في غزو ألمانيا أواخر الحرب، إلى جانب انتصاراته في شمال إفريقيا وصقلية، كان أكثر من 240 ألف جندي أمريكي تحت قيادته  في عملية إنزال آنجلو، على سواحل المغرب، وبالفعل استطاع باتون احتلال الدار البيضاء في وقت قصير، وفي عام 1943 ولتفوقه في قيادة المعارك شغل منصب قيادة الجيش السابع، ويذكر انه من وضع خطة غزو صقلية لإيطالية، أما في عام 1944، أصبح قائدا للجيش الثالث، وهو الجيش الذي دائما ما ارتبط باسم باتون، حيث غزا هذا الجيش الدول التابعة لألمانيا النازية في أوروبا، مثل تشيكوسلوفاكيا، وفرنسا، وبلجيكا، والنمسا
 
البداية  حتى سيف المبارزة 
وسط عائلة واسعة الثراء ولد باتون في 11 نوفمبر عام 1885، في سان جابرييل بولاية كاليفورنيا،  وكان لعائلته تاريخ طويل في الخدمة العسكرية، ارتاد أفضل المدارس الابتدائية قبل قبوله في أكاديمية ويست بوينت العسكرية،  وتخرج عام 1909 وكلف بالخدمة في سلاح الفرسان نظرا لمهارته الفائقة في الفروسية مثل باتون بلاده في اولمبياد استكهولهم  1912في أولى بطولات لعبة الخماسي الحديث، ثم بعد ذلك بعام التحق بالمدرسة الفرنسية للفروسية، وحين عودته إلى الولايات المتحدة كتب أول كتبه وهو كتيب إرشادي حول سيف المبارزة.
باتون يصيب شهرة جراء شجاعته 
شهد عام 1916، انضمامه إلى حملة عسكرية مع الجنرال جون بيرشنغ إلى المكسيك لمطاردة بانشو فيلا وهناك نال خبرته الأولى في استخدام العربات ذات المحركات وهناك بدأ في اكتساب شهرته جراء شجاعته في القتال.
 
 
انجازاته في الحرب العالمية الثانية 
في بداية الحرب العالمية الثانية استطاع الجيش النازي، القيام بهجمات خاطفة نفذها سلاح المدرعات الألماني، ما جعل الولايات المتحدة تسرع  في بناء سلاح المدرعات الخاص بها وفي يوليو 1640 تولى باتون قيادة اللواء الأول المدرع الذي تم توسيعه ليصبح فيما بعد الفرقة المدرعة الأولى في أبريل التالي ثم تولى قيادة مركز التدريب الصحراوي على طول حدود كاليفورنيا وأريزونا في الفترة ما بين مارس حتى يوليو 1942 حيث وضع مبادئ المدرعات الأمريكية وقام بتدريب وحدات المدرعات الأمريكية.
نجح باتون في التخطيط للإنزال الأمريكي في شمال أفريقيا وقاد قوة المهام الغربية ابان العملية الفعلية وتولى قيادة الفيلق الأمريكي الثاني في مارس 1943  وحولها من وحدة منهارة معنويا إلى قوة مقاتلة ذات بأس شديد. وفي يوليو التالي تولى باتون وكان قد وصل إلى رتبة جنرال  قيادة الجيش الأمريكي السابع في أثناء غزو صقلية، و اكتسب هناك شهرة واسعة،وبسبب قيامه بصفع اثنين من جنوده متهما إياهم بالتمارض والجبن حرم باتون من الاشتراك في غزو إيطاليا. 
نقل في يناير 1944 إلى انجلترا للمساعدة في غزو نورماندي والإنزال فيها. وتم توليته قيادة بعض الوحدات الثانوية التي كان هدفها إبعاد أنظار الألمان عن نورماندي حتى يظنو ان الهجوم الرئيسي من كالية، ثم تم توليته القيادة الميدانية للجيش الثالث الأمريكي بعد مضي شهر على الإنزال الناجح في نورماندي، وخلال قيادته لهذا الجيش ذاع صيته بوصفه أحد أكفأ القادة العسكريين الميدانيين، كما نجح في قيادة الهجوم الأمريكي في افرانشيه انطلاقا من رأس الشاطئ وحاصر ما يزيد على 100 ألف جندي ألماني في فاليه -أرجنتن جاب.و في ديسمبر 1944 قاد قواته صوب ميتز، ثم حول مسار قواته 90 درجة حين قام الألمان بهجوم مباغت في الآردين، مهددين المناطق الخلفية للحلفاء، وأوقف التقدم الألماني ومن إقليم الآردين انطلق صوب ألمانيا مدمرا الحصون التي رفضت الاستلام وعبر نهر الراين عند أوبنهايم وهزم الالمان في جيب الرور واندفع صوب بافاريا واخترقها إلى تشيكوسلوفاكيا والنمسا حيث كانت انتهت الحرب.
 
إستراتجيته العسكرية والرحيل 
 
اعتمد باتون في تكتيكاته العسكرية على خفة الحركة وعامل الصدمة لسلاح مدرعاته فكانت دباباته تشن الهجوم بأقصى سرعة ممكنه وذلك لمنع الألمان من تشكيل خطوط دفاعية جديدة وغالبا ما كانت قواته تتقدم أسرع مما هو متاح لخطوط المداد وكان يطلب الإمداد من الوحدات الأخرى أو يسرق المؤن والذخيرة منهم وكان يتجاهل أوامر القيادات كثيرا، فينفذ هجمات دون الإفادة من قوات الاحتياطي الكبيرة ويسخر كل طاقاته للقتال، ونجح في استخدام الإستراتجية الألمانية في الحرب الخاطفة ضد النازيين بكل نجاح، وودع باتون الحياة عام 1945 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في حادث سير.