كتبت - أماني موسى
بدأت منذ قليل مراسم تشييع السلطان قابوس بن سعيد، في العاصمة العمانية مسقط، والذي توفي مساء الجمعة، عن عمر ناهز 79 عامًا، وأعلن التلفزيون الرسمي العماني، السبت، تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد، سلطانًا لعمان، خلفًا للسلطان قابوس... نورد بالسطور المقبلة لمحات ومحطات من حياة السلطان قابوس الذي حكم سلطنة عمان لمدة تزيد عن نصف قرن من الزمان.
 

قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بو سعيدي (18 نوفمبر 1940 - 10 يناير 2020)؛ هو السلطان التاسع لسلطنة عمان ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية، وحاكم البنك المركزي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
 
كان الحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد، ويعد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب، تزوج مرة واحدة من السيدة نوال بنت طارق آل سعيد، وانفصل عنها بعد سنتين من الزواج ولم ينجب منها أو من أخرى.
 
هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور، وقد تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية في صلالة بعمان، ثم أرسله والده إلى بريطانيا لاستكمال تعليمه في عام 1958، وهناك تعلم في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم التحق في عام 1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة 6 أشهر مارس خلالها العمل العسكري.
 
وعند عودته تلقى تدريبًا في أسلوب الإدارة وتنظيم الدولة، وجال العالم لمدة 3 أشهر وعند عودته أقام في صلالة، وتهيأ لحكم البلاد.
 
وتولى السلطان قابوس الحكم خلفًا لوالده في 23 يوليو عام 1970، وتقلد السلطان بحكم الدستور العماني أغلب المناصب في عمان، فقد كان رئيسًا للوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، كما احتفظ بحقيبتي الدفاع والمالية ومنصب محافظ البنك المركزي.
 
أهتم السلطان قابوس بالثقافة والفنون والآداب، فأنشأ أول دار للأوبرا في الخليج العربي، وتعرف اليوم بدار الأوبرا السلطانية العمانية في مسقط، إضافة إلى إنشاء موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ودعم مشروعات تحفيظ القرآن الكريم، سواء في السلطنة أو عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى جائزة السلطان قابوس لصون البيئة التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو.
 
كان السلطان الراحل أحد مؤسسي مجلس التعاون الخليجي العام 1981، وكان من أكثر ما يميزه هو علاقة الصداقة مع جميع دول الجوار.
 
ونجح السلطان قابوس في تحقيقي الخير والنماء للبلاد، وتحولت عمان من دولة نفطية صغيرة إلى دولة تتمتع بقدر كبير من الرخاء والرفاهية، ومن أشهر أقواله: "عمان اليوم غيرها بالأمس فقد تبدل وجهها الشاحب ونفضت عنها غبار العزلة والجمود وانطلقت تفتح أبوابها ونوافذها للنور الجديد".
 
وكان السلطان الراحل لديه هواية ركوب الخيل منذ الطفولة، وقال في حديث سابق له: أنه قد وُضع على ظهر حصان وهو في الرابعة من عمره ومنذ ذلك الحين وهو يحب ركوب الخيل ولهذا توجد الإسطبلات السلطانية التي تهتم بتربية وإكثار الخيول العمانية الأصيلة، حتى أنه افتتح مدارس الفروسية التي تضم بين تلاميذها البنين والبنات.
 
حصل على عدة جوائز مثل:
جائزة السلام الدولية : من قبل - 33 جامعة و مركز أبحاث و منظمة أمريكية -  الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998م
جائزة السلام : من قبل - الجمعية الدولية الروسية -  روسيا عام 2007م
جائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي : من قبل - جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي -  الهند عام 2007م
 
وصيته:
 
أوكل مجلس العائلة لمجلس الدفاع القيام بفتح وصية السلطان الراحل وفقًا لما نصت عليه المادة (6) السادسة من النظام الأساسي للدولة واتخاذ الإجراءات لتثبيت من أوصى به السلطان بالتنسيق مع مجلس العائلة المالكة.
 
وعقدت جلسة فتح الوصية الراحل قابوس بن سعيد، بحضور عدد من كبار المسؤولين وأفراد العائلة المالكة، ونصت الوصية على تسمية هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، ابن عم السلطان الراحل، سلطانًا جديدًا لعُمان "ضمانًا لاستقرار البلاد"، وجاء في الوصية على لسان السلطان الراحل: "نختاره لما توسمنا فيه من صفات وقدرات تؤهله لحمل هذه الأمانة.. وندعو الله أن يكون عند حسن الظن والثقة".
 
وتباعت الوصية: "ندعو الجميع إلى مبايعته في العسر واليسر، وأن يكونوا له السند المتين والناصح الأمين، معتصمين بوحدة الصف والكلمة، متجنبين كل أسباب الشقاق والفرقة".