بقلم : هاني صبري - المحامي
لقى مواطن أمريكي من ذوي البشرة السوداء يدعي جورج فلويد، مصرعه أثناء إلقاء القبض عليه بواسطة شرطة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث شوهد الضابط وهو يقيد فلويد ويطرحه علي الأرض ويضع ركبته بقوة على رقبته والضحية يستجدي الضابط لا أستطيع التنفس " لا تقتلني" ولم يستجب الشرطي أيضاً لنداءات المارة الذين طلبوا منه التوقف عن الضغط بركبته على عنقه ، ونتج عن ذلك فقدان الوعي وتوفي نتيجة الاستخدام المسيء والمفرط واللاإنساني للقوة كلف حياة رجل كان بإمكان الشرطة إحتجازه لاستجوابه دون عنف.
 
وقد أثارت مشاهد الفيديو لشرطي أمريكي يجثم على رقبة شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة غضباً واسعا لدى الرأي العام في العالم.
 
 في تقديري هذه جريمة عنصرية بغض النظر عما ارتكبه جورج فلويد سواء كان برئ أو مذنب، القتيل كان مشتبها به في إبراز عملة مزورة لدفع قيمة سلة من المشتريات، وأن ما اقترفه ضباط الشرطة يشكل جريمة جنائية ويجب توجيه الأتهام إليهم وإدانتهم بالقتل.
 
وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين محتجين أمريكيين ورجال الشرطة علي إثر مقتل أمريكي من أصول إفريقية تحت رجل شرطي، كما توجه مجموعة غاضبة من المتظاهرين إلى مركز الشرطة ورشقت المبنى بالحجارة، وقذفت رجال الشرطة بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة، فيما ردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد.
 
وشهدت مدينة منيابوليس الأمريكية، لليلة الثانية على التوالي، اشتباكات بين محتجين والشرطة صاحبتها عمليات سلب ونهب،أسفرت الاحتجاجات عن مقتل شخّص أخر بالرصاص حيث قام صاحب محل تجارى فتح النار على المحتجين. 
 
أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آى) وسلطات ولاية مينيسوتا تحقق فيّ الحادث ، كما أعلنت إدارة الشرطة في مينسوتا أنها أقالت أربعة من أفرادها المتورطين في الحادث بعد وفاة الموقوف.
 
 الجدير بالذكر كانت هناك عدة حوادث قتل في السابق لمواطنين أمريكيين سود على يد الشرطة تسببت بموجة غضب في عدة ولايات وخرجت العديد من التظاهرات التي نددت بعنصرية رجال الشرطة البيض.
 
ندين العنف غير المبرر الذي يمارسه رجال الشرطة ضد السود وأن الحادث ليس عرضياً بل جزء من دوامة العنصرية ، ويتجدد الجدل دائماً في الولايات المتحدة عند تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة. 
 
نري أن آفة العنصرية ضد السود في أمريكا مازالت موجودة ، وتفاقم الانقسامات العرقية في الداخل الأمريكي الذي يشهد المزيد من العنف ضد الأقليات، ويحاول بعض تيارات اليمين الأمريكي المتشدّد التي تؤمن بنظرية التفوق العرقي إعادة عقارب الساعة الى الوراء.
 
لذلك يجب علي الأمريكيين حل مشاكلهم عبر الحوار السلمي والتعليم للوصول إلى نتيجة بناءة وتغيير السلوك العنصري الموجود في أمريكا ، والتصدي بكل حزم وفقاً للقانون لمثل هذه الجرائم لمنع تكرارها، 
 
وحماية حق الإنسان في الحياة وحماية الحقوق والحريات للجميع بصرف النظر عن عرقهم أو خلفيتهم الثقافية لتحقيق مبدأ المواطنة الكاملة للجميع والعمل علي اندماج المواطنين الأمريكيين السود وغيرهم من الأعراق المختلفة في المجتمع الأمريكي حفاظاً علي استقرارهم .