محمد حسين يونس
تعرضت المراة'>حركة تحرير المراة على مدار السنوات العشر الماضية (2010 – 2020 ) لتحديات كثيرة بسبب صعود و هبوط القوى وتأثرا بالأزمات السياسيّة والاجتماعيّة التي مرّت.. ولا تزال تعيشها مصر.

الحصيلة مخيبة للأمال فسيداتنا لم يحصلن خلال هذا العقد ( رغم النشاط البارز لهن ) ..إلا علي (كلمات) معسولة مهدئة مثل(إنتم نور عيونا) ..و وعود لا تعكس الواقع الحزين الذى أصبحت تعيشه بعد نكسة ثمانينيات القرن الماضي ثم سيطرة القوى الأمنية الان علي أسباب الحياة اليومية .

و يبدو أنه كي يتغير موقف المراة يجب أن يتعدل (فكر) وسلوكيات الرجال .. لقد حصلت في الستينيات علي القوانين التي تجعلها مساوية له .. و أثبتت منذ السبعينيات تواجدها علي كافة الأصعدة التي أوكلت لها (فيما عدا وزيرتي الثقافة و الصحة) .. و لكنها لم تحظ بعد بمعاملة ندية من الرجل .

الغريب أنه قد يكون ما يعوق المرأة و يحد من نشاطها و فاعلياتها يتسبب فيه الرجل الأقرب (أب ، أخ ، زوج ، رئيس عمل) يزاول معها نفس الإرهاب الذى زاوله معي (أبو عمارالذى هددني أمس بعذاب القبربسبب بوسطاتي الناقدة للإخوان ) .

و مع ذلك فالملاحظ أنه ـ رغم هذاـ الإحباط .. فمن المدهش وجود جيل من الشابات أخرجته هبة 2011 و ما بعدها لا زال مصمماً على المضي في طريقه متخطيا ما يحيطه من عوق في الشارع و تهديدات من رجال الجندرمة

نعم ... لقد حدث نضج ملحوظ في المطالب و التوجهات (الشبابية) والذى يبدو للراصد اليقظ بأنه تحولا ..وبداية.. لتغيير جذري في حياة طبقة من نساء مصر...تشير إلي أننا نخطو أول خطوة علي طريق وعر يقود لأن تصبح سيدة مصرية رئيسا للجمهورية أو رئيسا للوزراء أو رئيسا للبرلمان

فلننتابع علامات التحول
1 - إنّ المرأة المصرية بإقبالها القوي على صناديق الاقتراع كناخبة شكلت بحق كتلة تصويتية، وأصبحت محطّ اهتمام مختلف الفئات السياسية لكسبها أو بحسب المركز المصري لبحوث الرأي العام "البصيرة" إرتفعت مشاركة النساء ((إلى 83 %،( من المسجلات في قوائم الإنتخاب ) وبهذا يصبح دورهن واضحاً في تقرير المصير السياسيّ للبلد.. رغم الجهل السائد بين بعضهن، حيث تُقدّر نِسَب الأميّة في صفوف النساء بـ 37 %)) ... عظيم يعني لو نظمن صفوفهن يمكن أن يخترن سيدة للرئاسة .

2 - إن الظروف التي تعيشها مصر و التهديدات الذى تحيطها من كل جانب مع الكورونا والإرهاب السلفي و نظام الحكم الذى لا يقدر الأولويات بصورة منهجية .. يجعل الجمعيات النسوية لا تطرح مطالب فئوية.. بل يتصرفن كمواطنات و يقتنعن بأنه يجب إصلاح الدولة أولاً لكي يحصد المواطن رجلاً كان أم امرأة نتائج هذا الإصلاح.

و هكذا ختاما لحديث طال لعشرة أيام ..نجد أن هناك تحولا في كفاح المراة .. من مطالب فئوية ضيقة .. إلي الإندماج في المنظومة السياسية المطالبة بإصلاح الأوضاع الإقتصادية المتردية .. و فقد الأمن بسبب تسلط القوى الحاكمة و إرهاب الراديكالية الإسلامية .

بمعني عندما نقارن الوضع اليوم في منتصف 2020 .. بما كان علية حال نساء مجتمع 1919 أى منذ قرن ..

1 - نجد أن المراة لم تعد تباع و تشترى في العلن بأسواق النخاسة ..و قد تباع لمشايخ الخليج و لكن ضمن صفقات غير قانونية يطلب السلفيون تقنينها و السماح بزواج القصر .

2 - ونجد أيضا أن المدارس و الجامعات أصبح يشغل نصف مقاعدها البنات و الصبايا .. و أنهن متفوقات .. يدل علي هذا كشوف نجاح الثانوية العامة و نتائج شهادات الجامعة و لكنه تعليم مشكوك في فاعليته .. سواء بسبب المناهج و طرق التدريس العاجزة أو عندما يتم إختيار من سيشغل المناصب يفضل الشاب .. ((البنت مهما تعلمت مكانها البيت)) .

3 - و نجد أن لدينا اليوم طبيبات .. و مهندسات .. و صحفيات .. و قضاة..بل و ضباط جيش و بوليس من النساء ..و لكن بجوارهن الاف من خريجات الجامعات و المدارس الأزهرية غير المفيدات ..
و لدينا .. دستور و قوانين .. تمنحهن مساواة كاملة بالرجل بل و تحرص علي أن تحجز لهن مقاعدهن في البرلمان بنسبة مناسبة.. حقا أغلب من يحتلها من أكلات العيش .. و لكن هذا حال الرجال أيضا

4 - و اليوم، هناك العديد من التجمعات النسوية في مصر. بعضهامسيطر عليه بواسطة الدولة بشكل أو بأخر، ولجان للمرأة في الأحزاب السياسية،وهناك أيضًا العديد من التجمعات النسوية المستقلة مثل مركز أبحاث المرأة الجديدة، وجمعية بنت الأرض. و مركز النديم .. ورغم أن تلك المنظمات ذات أهداف مختلفة، إلا أنها بشكل عام تعمل على تحسين وضع المرأة في المجتمع المصري، عبر محو الأمية، و الإهتمام بصحتها ..وتحسين الوعي بالديمقراطية وبحقوق الإنسان، وزيادة مشاركتها في الحياة السياسية.و هي أمور كانت تعتبر منذ قرن أحلام مستحيلة الحدوث

و هكذا يصبح من علامات النضج تحول مطالب سيدات و أنسات المدن بحيث ..لا تهدف إلي مطالب فئوية بقدر ما تسعي لإيجاد حلولا سياسية تصب في مصلحة الوطن والمواطن.

ليس معني هذا إن الدنيا ربيع والجو بديع و قفلي علي كل المواضيع .. فنسبة من نتكلم عنهن لا تزيد عن عشرة ملايين سيدة و فتاة .. من إجمالي خمسين مليون مصرية .. أى حوالي 20% من مواطنات بلدنا . .. طيب .. و الباقي .. (نختم حديثنا غدا ) .