محمد حسين يونس
كان نجاح الإخوان المسلمين السياسي و إحتلال قصر الإتحادية و فرش البساط الأحمدى فيه عند تناول الطعام ...إيذاناً ببدء الإرتداد عن كل مكتسبات القرن التي حققتها المرأة المصرية في رحلة نضالها

فقد طالبت عضوات مجلس النواب من جماعة الإخوان ( أم أيمن و أخواتها ) ..إجراء تعديلات على بعض قوانين الأحوال الشخصية التي تخص المرأة كتحديد سن زواج الفتاة وحق الخلع وقانون حظر الختان، و بإختصار كل ما منحتها السلطة إياه بشكل علوى.

فبالنسبة لهن (نائبات حزب الحرية و العدالة ) لا يوجد ظلم واقع على النساء بل على العكس إنّ حقوقهن محفوظة لمجرد انتمائهن للتيار الإسلامي ( و لا كلام عن الأديان الأخرى ) ...وهن لا يعترضن على الأحكام الفقهيّة والشرعيّة؛ لأنها تصب في مصلحتهن .

فلنستمع إلي أمينة المرأة في الحزب..هدى عبد المنعم، المحامية في النقض والدستورية والادارية العليا

((لكي تأخذ ناشطات الحركة النسويّة حقوقهن يجب عليهن أن يكن موضوعيّات ويُقْرِرْنَ أن الله قد أعطانا حقوقاً ينظرُ إليها الغرب الآن بعين الحسود، فالرجل ملزم أن ينفق على المرأة في الإسلام، حتى قارورة العطر الذي تضعه المرأة ملزم أن يشتريها لها، وللمرأة أن تحتفظ بمالها لنفسها، فذمة المرأة المالية منفصلة، مكاسب كبيرة يحققها فيها الإسلام للمرأة، ونحن نصر على الحفاظ على هذه المكاسب. لن تتغير حالياً منظومة الأحوال الشخصية...، كل أحكام الشريعة الإسلامية تؤدي إلى الحفاظ على حقوق المرأة.، لا يوجد إقصاء للمرأة)) .

و كاد أن يضيع قرن من الكفاح .

إن الميزات التي تعتبرها الأخت هدى .. هي نفسها ما يصارع ضدها التيار الليبرالي .. ((الذي يرى أن حقوق المرأة مسلوبة ويجب النضال من أجل المساواة مع الرجل والحرية من أسر نفوذه )).

وهذا ما أدخل غالبية النساء والناشطات النسويات وأعضاء المجلس القومي للمرأة ...في مواجهات عنيفة مع النائبات الإسلاميات

إن الرعب الذى أصاب سيدات مصر من توجهات الأخوات المسلمات .. صاحبته أنباء قادمة من العراق و سوريا عن ما يفعله الدواعش في النساء .. و كيف يتحولن لسبايا .. يبعن في أسواق النخاسة يتبادلهن من يدفع ثمنهن .

و لم تكف طمأنتهن بأن تركيا بلد يحكمها الأخوان .. و مع ذلك حرية المرأة مكفولة ..

لقد طافت كل كوابيس الحياة بعقول نساء المدن في مصر ..

و تصورن أن جماعات الأمر بالمعروف السعودية ستتعقبهن .. و يفرض الملالي عليهن النقاب و الحجاب .. و الطرحة و البرقع .. و بدأ التنافس بين عقلية البيكيني وتوجهات البوركيني .. و التعريض بالثاني بأخذ صور للشواطيء كما يراها أحمد أبو إسماعيل .

إن المصريات اللائي عملن في منظمات تحرير المراة كُنّ يأملن أن يصدر عن النائبات الإسلاميّات إنجازٌ يتناسب مع مطالب النساء بعد 25 يناير و لكن خاب الظن ..و اشتد الصراع لدرجة أدخلت (الإسلاميّات) في جيتو مقابل باقي الفئات النسائيّة الناشطة.

لقد أصبحت هناك كتلتان رئيستان، الأولى تجمع تحت مظلتها غالبية الفئات من النساء الناشطات مما ساعد على وحدة الحراك في مواجهة الكتلة الثانية التي جمعت غالبية الإسلاميات.

قالت نيرفانا سامي من كتلة الليبراليات : ((الأخوات المسلمات هم أخوات لبعض بس مش أخوات ليّ.. بالشكل ده أنا ما ليش أخوات، أنا شخصية حرّة، أخواتي هم اللي كانوا معايَ بالميدان، أخواتي هم الأحرار...)).

و لم يستطع حزب العدالة و الحرية أن يقنع سيدات القرن الحادى و العشرين بمفاهيم القرن التاسع عشر .. فرحل تاركا مخاوف و جروح لم تندمل حتي اليوم .

في الخرسانة عندما تنفصل مكوناتها .. يحدث ما نسمية(segregation ) أى الركام ينفصل عن الرمل و كلاهما ينفصل عن السمنت.. فلا تعمل كخرسانة .. هذا هو ما حدث لحركة تحرير المرأة بعد سنة حكم الأخوان .. الاخوات المسلمات في جانب برابعة .. و السلفيات غير راضيات .. و نساء المدينة في جانب العسكر .. و الناشطات النسويات غير متفقات ..و الجميع يلعن الجميع .. و يقوم بمظاهرات .. و مؤتمرات .. و إحتجاجات .. يدعي فيها أنه الجانب الصحيح المعبر عن المرأة المصرية .

تدخل القوات المسلحة .. بدون أن تظهر إنتماءها .. جمع أغلب العناصر(عدا الأخوات ) في مظاهرات التفويض التي طلبها السيسي من المصريين .. لقد كان تغلب السيدات و الأنسات علي المشهد .. دلالة ليست علي المحبة .. بقدر ما كانت خوفا من مصير سيدات الموصل و سوريا اللائي إفترستهن داعش..... ( نكمل حديثنا باكر .)