عرض/ سامية عياد
خطية الارتداد عن الرب أحد مشكلات الرعية فى كل العصور سواء الردة الروحية أو الفكرية أو الإيمانية ، والتى جاءت فى سفر القضاة وكيف ان الله اقام قضاة لرعاية الشعب وحمايته من الردة ..
 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "سفر القضاة" وضح لنا أن سفر القضاة وهو السفر السابع من أسفار العهد القديم يحكى لنا عن خطية الردة عن معرفة الإله الحقيقى التى ظهرت فى حياة شعب الله وأهم أسبابها كان الخلطة الرديئة والتأثر بالعبادات الغريبة وبدأ الرب يقيم لشعبه قضاة لكى يقودوالشعب وكان القضاة يحكمون الشعب ويرعونهم واستغرق عصر القضاة حوالى أربعمائة عام ، وكانت شخصيات القضاة تشير الى الرب يسوع الذى تحمل المسئولية من أجل خلاص شعبه وحمل عنهم خطاياهم ومات عن العالم كله ليخلص كل إنسان. 
 
مازلنا نرى فى كل عصر من يتأثر بالأفكار الجديدة ومن يتأثر بشهوات العالم وهى الأمور التى تجعل الإنسان يرتد عن طريق الرب وسفر القضاة يؤكد أنه مهما كان العصر الذى نعيش فيه يعانى من أشكال من الردة إلا أن أولاد الله يمكنهم الاحتفاظ بمبادئهم وممارساتهم الروحية التى تسلموها من الآباء ، السفر يحوى على قصص حروب ودماء تشير الى الحروب الروحية التى يجتازها أولاد الله .
 
السفر يحكى عن أثر المعاشرات الرديئة فكان القضاة دورهم محاربة الخلطة بين شعب الله والشعوب الغريبة وبقدر ما ينجح القاضى فى مقاومة الخلطة بقدر ما يحتفظ بالشعب ، السفر يحكى عن خضوع الشعب للقاضى وهو ما يحفظهم من الانحراف وهذ يوضح أهمية خضوع الرعية للراعى الأمين والسفر يهتم بالرعاية الامينة للشعب فبقدر ما كان القاضى يعيش أمينا فى حياته يصير له عمل قوى وسط شعبه . 
 
ونحن فى وسط جيل له اشكال كثيرة من الردة ردة عن الأفكار النقية وردة لمحبة المال والكرامة وردة عن الإيمان وسط كل هذه الضعفات الكثيرة هناك دائما من هو امين ليقيمه الرب ليشهد له وليرد شعبه عن طرقهم المعوجة حتى وإن كانوا أشخاصا بسطاء جدا ، سفر القضاة هو سفر للرجاء فبينما يتحدث عن سقطات كثيرة لكنه يمنحنا الرجاء فى أن الله يستطيع يغير الأمور ويحفظنا وينقذنا  ..