⭕ في مثل هذا اليوم : ٢٤ مايو عام ١٩٧٢

وفاة الأسطورة ، الضاحك الباكي ، أبو ضحكة جنان ، فنان كل العصور خفيف الظل "إسماعيل ياسين" الشهير ب "سمعه" ..
 
 ولد إسماعيل ياسين علي نخلة في محافظة السويس لأب يعمل صائغ ، أما أمه فقد توفيت و هو لايزال في سن صغيرة. تلقى ياسين تعليمه في السنوات الأولى من عمره في الكُتاب ثم إنتقل إلى المدرسة حتى أتم السنة الرابعة الإبتدائية ، و لكن نظراً لتدهور أحوال والده المادية و تراكم الديون عليه إضطر إسماعيل ياسين إلى ترك المدرسة و العمل حتى ينفق على نفسه .
 
 وفي قصة حياة إسماعيل ياسين خير برهان على صدق المثل القائل "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة" فقد عانى في حياته كثيراً و تنقل من وظيفة الى اخرى بداية من منادي أمام محل لبيع الأقمشة ثم منادي سيارات الى ان انتقل الى القاهرة بعد ان أتم عامه السابع عشر. و كان في الإنتقال إلى القاهرة نقطة تحول في حياة نجمنا الراحل ..
 
 كان ذلك في الثلاثينيات من القرن الماضي عندما قدم الى القاهرة يبحث عن عمل فآل بِه المآل ليعمل صبي في قهوة بشارع محمد علي ، ثم وكيلاً بمكتب محاماة. الا أنه لطالما كان بداخله حلم احتراف الفن لما لديه من موهبة في تأليف و تلحين و غناء المنولوج وتمنى أن يصبح مطرباً كبيرا مثل عبد الوهاب الا انه و طبقاً لمقوماته الشكلية و الفنية كان أقرب لان يكون فنان استعراضي ..
 
 وبالفعل التقى بصديق عمره أبو السعود الإبياري الذي مهد له الطريق للعمل كمونولوجيست في فرقة بديعة مصابني على أن يكتب له الابياري كلمات ما يقوم بغنائه. و ظل يعمل لدى بديعة مصابني لسنوات و استطاع إسماعيل يس أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام ١٩٣٥ الى عام ١٩٤٥متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذي كان يقوم بتأليفه دائماً توأمه الفني أبو السعود الإبياري ..
 
 في عام ١٩٣٩ اقتحم اسماعيل ياسين مجال السينما و مثل العديد من الأدوار. في عام ١٩٤٤جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام ١٩٤٩ أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة.
 
استطاع ياسين أن يكون نجما لشباك التذاكر و صاحب سلسلة أفلام تحمل إسمه و كتبت خصيصاً له ، وكانت أعوام ٥٢، ٥٣ ، ٥٤ عصره الذهبي، حيث مثل ١٦ فيلما في العام الواحد، وهو رقم لم يستطع أن يحققه أي فنان آخر ..
 
وفي عام ١٩٥٤كون فرقة تحمل إسمه و شاركه فيها توأمه الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي ١٢ عاما حتى ١٩٦٦ قدم خلالها ما يزيد علي ٥٠ مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون إلا أن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، باستثناء فصلين من مسرحية "كل الرجالة كده" وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد ..
 
 تزوج ياسين ثلاث مرات آخرهم زوجته فوزية أم إبنه الوحيد ياسين إسماعيل ياسين و لديه حفيدة تدعى سارة.
 
و كالعادة لا شئ يبقى على حاله ، مع بداية الستينيات بدأت الأضواء تنحسر عن نجمنا المحبوب مما أصابه بالإكتئاب و الحزن عقب مصادرة الضرائب لكل أمواله في البنك و التي كانت تقدر ب ٣٠٠ الف جنيه فاصيب من جراء ذلك بالشلل النصفي. مَرِض بالنقرس و عانى منه لفترات طويلة ، الا ان سبب الوفاة كان إصابته بأزمة قلبية أودت بحياته في ٢٤ مايو عام ١٩٧٢م منعته من استكمال دوره في اخر افلامه (الرغبة والضياع) امام النجم نور الشريف - بعد ان عانى من إهمال الدولة له و إهمال أبناء مهنته أيضاً!! رحم الله فناننا الجميل ..