تنتابنا جميعا مشاعر غياب التحفيز والحماس، سواء من أجل تنظيف المنزل أو من أجل اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن أو حتى لأداء مهام العمل المتراكمة، حيث يعد ذلك من الأمور الشائعة التي لا تحتاج إلا لمعرفة السبب، ومن ثم بدء العمل فورا.

أسباب غياب التحفيز
تتعدد الأسباب وراء المعاناة من غياب التحفيز، حيث تكمن الأزمة فقط في بعض الأحيان في عدم وجود العنصر المحفز، فيما يعد غياب التحفيز في بعض من الأحيان الأخرى علامة على المعاناة من أزمة أخرى أكثر خطورة.

يكشف غياب التحفيز بالنسبة للبعض عن أزمة السعي إلى الكمال، التي تدفع البعض إلى الخوف من بدء أي مهمة حتى لا يصاب بالفشل في أي من خطواتها، حيث يبدو وأن عدم علاج أزمة الكمال لن يغير من الأمور شيئا فيما يخص التحفيز.

كذلك من الوارد أن ينتج غياب التحفيز عن التأجيل المستمر، الذي يقلل من الحماس يوما بعد الآخر، علما بأن محاولة الهروب من النشاطات المملة أو التحديات الصعبة من شأنها أن تقلل من الرغبة والحماس تجاه التجارب الجديدة.

أزمة أخرى تؤدي إلى غياب التحفيز، وهي عدم التمتع بالثقة في النفس، حيث يؤدي ذلك إلى صعوبة البدء بالقيام بالمهام المطلوبة خوفا من الفشل، تماما كما يعد عدم الالتزام بهدف محدد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تراجع الحماس.

كيفية التعامل مع الأزمة

يرى الخبراء في البداية أن غياب التحفيز في بعض الأحيان قد يكشف عن المعاناة من أزمة أو اضطراب نفسي، نظرا لوجود علاقة بين مرض الاكتئاب وبين قلة الحماس، ما يتطلب في تلك الحالة استشارة الأطباء المتخصصين لعلاج المشكلة من جذورها.

في كل الأحوال، تتطلب استعادة الحماس والتحفيز، علاج السبب قبل البدء في تغيير طريقة التفكير، عبر اتباع سلوكيات الأشخاص المحفزين وليس العكس، إذ يؤدي ارتداء ملابس أفضل والتحرك بصفة مستمرة ولو بالمنزل، إلى زيادة فرص الوصول إلى التحفيز الذاتي، على عكس ما يحدث عند ارتداء ملابس النوم والاستلقاء على الأريكة انتظارا لتغير الأمور من تلقاء نفسها.

أيضا ينصح باستبدال الأفكار السلبية الخاصة باحتمالية الفشل وعدم الثقة في النفس، بأفكار أخرى إيجابية وبأسباب تؤكد على إمكانية تحقيق النجاح، مع الوضع في الاعتبار أن الوصول للكمال ليس مطلوبا من أي من البشر، ما يكشف عن ضرورة التعاطف مع النفس بدلا من توجيه النقد الذاتي الدائم.