اشتهرت عكا بأنها كانت مدينة حصينة ويرجع المؤرخون تأسيسها إلى الألف الثالثة قبل الميلاد على يد الكنعانيين وفى العهدين الرومانى والبيزنطى امتازت بكونها أهم مرافئ حوض البحر المتوسط، وفى ٦٣٦ وصلها الفاتحون المسلمون بقيادة «شرحبيل بن حسنة».

 
وفى عهد معاوية الذي تولى ولاية بلاد الشام في عهد الخليفة «عثمان بن عفان» وضعت نواة الأسطول الإسلامى حيث بُنى حوض لبناء السفن، وحقق هذا الأسطول انتصاراً شهيراً في معركة ذات الصوارى الشهيرة، وفى ١١٠٤م سيطر الصليبيون عليها حتى ١٢٩١، وفى العهد العثمانى استعادت جزءا من أهميتها، وتحققت نهضتها الكبيرة في عهد الشيخ ظاهر العمر الزيدانى الذي اتخذ من عكا عاصمة له كما ازدهرت في عهد الوالى أحمد باشا الجزار من بعده.
 
وزاد اليونانيون على تحصيناتها في القرن ٤ ق.م، وأعيد تجديدها في عهد الرومان، ولما جاء الحكم الإسلامى للمدينة زاد عبدالملك بن مروان وهشام بن عبدالملك في تحصيناتها وتحولت في عهد العباسيين إلى ثغر مهم لصد عدوان الرومان، كما زاد في تحصينها أحمد بن طولون، وحين انتزع الصليبيون عكا زادوا على تحصيناتها بعد سقوط قلعتها في أيديهم وقد صمدت مدينة عكا بتحصيناتها وقلعتها أمام زحف نابليون بونابرت عام ١٧٩٩.
 
وكان الجيش المصرى في عهد محمد على باشا وبقيادة أحمد المونوكلى «زي النهارده» في ٢٧ مايو ١٨٣٢ قد استطاع فتح مدينة عكا بعد إعلان حاكم مصر، محمد على باشا، الحرب على والى عكا عبدالله باشا بحجة إيوائه ٦ آلاف من المصريين الفارين من التجنيد ورفضه إرسال الأخشاب لبناء الأسطول المصرى، واستسلمت عكا بعد حصار دام ٦ أشهر.