كتب – روماني صبري 
 
قال رجل الأعمال والخبير الاقتصادي طلال أبو غزالة، رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، ان أزمة فيروس كورونا التاجي المستجد كشفت أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الإصلاح، لافتا إلى أن ثمة صيحة في البلاد الأوروبية تطالب بإعادة إعمار القارة العجوز." 
 
أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية 
وأضاف خلال برنامجه "العالم إلى أين"، المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم"، أن الاتحاد الأوروبي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والتسلسل التاريخي يكشف لنا كيف ولماذا قام هذا الاتحاد، وتابع :" في عام 1944 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انشأ البنك الدولي ما يعرف بالبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية." 
 
هدف إنشاء البنك الأوروبي 
ولفت :" هذا البنك كان هدفه تحديدا مساعدة الدول الأوروبية في البناء والتعمير بنفسها ، وبعد مرور 4 سنوات في العام 1948 جاءت ما سميت بـ "خطة مارشال" على اسم وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك، حيث رأى أن هناك فرصة وحاجة لإعادة اعمار الدول الأوروبية بعد الحرب حيث كانت دمرت جراء الحرب." 
 
يجب الاعمار الدول دمرتها الحرب 
موضحا :" التدمير الذي تعرضت له البلاد الأوروبية على اثر الحرب العالمية الثانية، لم تشهد مثله البلاد العربية، دول كاملة أبيدت في أوروبا فضلا عن الملايين التي قتلت، ما جعل هناك ضرورة لإعادة إعمار أوروبا." 
 
الاعمار ليس صدقة 
كما لفت :" شهد عام 1949 تحالف بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية عبر حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ولماذا حدثت هذه الطفرة بين واشنطن وأوروبا بهذه السرعة بعد الحرب العالمية الثانية؟، الإجابة لأنه تبين أن إعادة الاعمار تصب في صالح الطرفين، الطرف الذي عانى الدمار، والجهات التي تأتي للتعمير."  
 
وشدد رجل الأعمال والخبير الاقتصادي طلال أبو غزالة، رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية، على أن إلاعمار ليس صدفة وليس صدقة، مشيرا :" الولايات المتحدة لم تشارك في إعمار أوروبا كصدقة بل فعلت ذلك لتستفيد عبر وضعها خطة استفاد منها الطرفين." 
 
الاتحاد ظاهرة غريبة 
ولفت :" الاتحاد الأوروبي من الظواهر الغربية، ومرد ذلك انه ليس هناك لغة مشتركة بين الدول الأعضاء، حيث تزخر دول القارة العجوز بلغات عدة مختلفة، أيضا لا يجمعهم تاريخ مشترك، الأنظمة السياسية مختلفة، الشيء المشترك بين دول الاتحاد وقتها هو الرغبة لتأسيس اتحاد بينها." 
 
 
موضحا :" منذ إنشاء الاتحاد الأوروبي حتى يومنا هذا لم تضيق الفجوة في التقدم والغنى والثروة بين الدول المتقدمة والأقل تقدما، بل على العكس نجد دول كثيرة في الاتحاد الأوروبي تعاني التعثر." 
 
ليس ثمة اتحاد حقيقي 
وشدد على أن جائحة كورونا  بينت انه ليس هناك اتحاد حقيقي بين الدول الأوروبية، كون الكثير من دوله رفضت تقديم الدعم والمساندة للدول الأكثر تضررا." 
 
أمامه خيارات 
ورأى الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال أن الاتحاد الأوروبي أمامه خياران هما : إما أن يعاد تشكيله وإصلاحه، أو أن يطور نفسه ونظامه."