كتبت – أماني موسى
تحدث الدكتور العالم البيولوجي فيودور ليسيتسين، كبير الباحثين بمعهد دراسة الفيروسات، عن تغير نظرته في فيروس كورونا الحالي (كوفيد – 19) بعد ظهور معطيات جديدة عن هذا الفيروس، مشيرًا للأسباب التي تجعل اللقاح يتطلب هذا الوقت الطويل والتلكفة الهائلة والمخاطر المترتبة على ذلك.

الفارق بين فيروس كوفيد 19 وسارس والالتهاب الرئوي اللانمطي
قال ليسيتسين، أن الفيروسات التاجية مثل فيروس كورونا لم تكن تسبب في الماضي مشكلة كبيرة للإنسان.

وعن الفارق بين فيروس كوفيد 19 وبين الالتهاب الرئوي اللا نمطي وفيروس سارس، قال أستاذ علم الفيروسات: يشهد الوضع تطورات واسعة النطاق، فقد قيل في البداية أن فترة الحضانة وكمون الفيروس عند الالتهاب الرئوي اللا نمطي تستمر من يومين إلى أربعة أيام، فيما تستمر من أسبوع إلى 14 يوم عند فيروس كورونا المستجد، ولذلك هو ينتشر بهذه السرعة الكبيرة لعدم ظهور أعراض المرض، ولكن هذا ليس سوى جزء من السبب.

الدول لم تأخذ موقفًا جديًا من الوباء في بدايته ما أدى لتفاقم الوضع
مضيفًا في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، علينا الأخذ في الاعتبار أن هذا الوباء وإن تمت السيطرة عليه في الصين، غير أن انتشاره اللاحق كان جراء تباطئ هيئات الحجر الصحي في عدد من الدول، حدث ذلك في عدد من البلدان التي لم تتخذ موقفًا جديًا من الوباء بعد الأخبار التي وردت من الصين.

الصين قدّمت معلومات كافية عن الجائحة

وأعتبر أستاذ علم الفيروسات أن الصين قدّمت معلومات كافية عن الجائحة وكان هذا كافيًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ومع ذلك بعض البلدان لم تقم بإغلاق حدودها أو متابعة القادمين من السفر من أماكن الخطر، ولم ترصد اتصالاتهم بالآخرين أو متابعتهم بإجراءات صحية لمدة 14 يوم.

وأضاف بأنه إذا اتخذت دول العالم الأمر على محمل الجد منذ بداية الجائحة لما وصلنا إلى ما وصل العالم إليه حاليًا من تفشي الوباء وإغلاق الحدود والطيران والسياحة علاوة على الانهيار الاقتصادي.

شكوك مؤكدة حول تخليق الفيروس بمثل هذا التعقيد
وحول الآراء التي ترجح بأن الفيروس تم تخليقه في أحد المعامل، قال ليسيتسين: لست أدري، بات بالإمكان وضع تصاميم هندسية للفيروسات بمثل هذا التعقيد، يعمل على الفيروسات كثيرون في مجال الهندسة الوراثية، وحتى في مؤسسة روكفيلر، فهناك طريقة تتيح الافتراض بوجود تغيرات وراثية في بنية الحمض النووي الريبي للفيروس، وثمة إمكانية لتغيير التسلسل المتكرر للحمض النووي، ربما قام المجرم بارتكاب الجريمة مرتديًا قفازات، إذ أنه من الممكن تعديل الفيروسات بحيث تضيع آثار التدخل الخارجي.

الجريمة المعقدة تتطلب إعدادًا معقدًا
وحول منشأ الفيروس، فهناك بعض الآراء التي تستبعد أن يكون الفيروس قد تم تخليقه لاستخدامه كسلاح بيولوجي ينقل العدوى بين البشر، ولكن ليسيتسين قال أن تلك الاستنتاجات باتت غير صحيحة لأن المعطيات الآن تتغير بطريقة كبيرة، بالفعل إحداث تغيرات خارجية للفيروس أمر معقد جدًا ويستغرق وقتًا طويلاً لكن لو أن طرفًا ما يعمل سلاحًا بيولوجي لتعمد وضع مخطط معقد، لنتذكر عام 2003 لوّح كولن باول بأنبوبة اختبار تحتوي مسحوق أبيض، مؤكدًا أن العراق ينتج أسلحة بيولوجية مثل الجمرة الخبيثة ثم تبين أن هذا الكلام ينافي الحقيقة، وقبلها في عام 1979 تفشى مرض الجمرة الخبيثة بالاتحاد السوفيتي وحتى الآن لم يعرف رسميًا ماذا حدث؟

فيروس الجمرة الخبيثة وتورط أمريكا

وفي عام 2001 أرسلت "الجمرة الخبيثة" في مغلفات لعددًا من كبار موظفي الولايات المتحدة وتوصل التحقيق آنذاك إلى استنتاج بأن أرومتها أمريكية، وشدد: هذه الأمثلة التي طرحتها تدل على أن الحلول البسيطة غير مجدية عمليًا، الجريمة المعقدة تتطلب إعدادًا معقدًا.

شبهة تخليق الفيروس ترجع إلى تركيبه الجينومي وتشابهه مع فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز
ولذا فأن احتمال أن يكون الفيروس مخلق هو بنسبة 50%، القيام بتخليق الفيروس صعب لكنه ليس مستحيل، وفي بداية جائحة كورونا صرحت بأن الفيروس يبدو طبيعي، وهذا كان وفق معطيات هذه المرحلة، لكن الآن توضحت الكثير من الشكوك عندما لاحظ العاملون على شطر بنية بروتينات الفيروس تشابهًا هامًا جدًا لدى بروتينات معينة بين هذا الفيروس وبروتينات فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وكان هذا الاكتشاف الهام أول مسوغ للتفكير بأن الأمور هنا ليست بتلك البساطة.

هذا الفيروس نتاج تطوير ولا يمكن أن يكون انتقل للإنسان عن طريق الخفافيش
وشدد، أولاً هذا الفيروس لا يمكن أن يكون قد انتقل إلينا من الخفافيش، وقد يكون هذا الفيروس نتاج تطوير، ففي عام 2003 تفشى وباء كورونا وتسبب في تفشي الالتهاب الرئوي غير النمطي في الصين، وهو مادة مثيرة للمختبرات، وعلى أساس هذا الفيروس يمكن وضع تصميمات هندسية جديدة.

فيروس كورونا المستجد حدث بالجينوم الخاص به انتقاء مصطنع يناقض التطورات الفيروسية الطبيعية
موضحًا أن فيروس كورونا اكتشف عند الإنسان لأول مرة عام 1965، أما الطب البيطري فقد عرف العدوى بهذا الفيروس قبل الطب البشري بزمن طويل، فكورونا القطط يسبب انخفاضًا عامًا في مناعة الحيوان، لنفترض أن أحدًا ما قرر إجراء تجارب على فيروس كورونا وحدث شيئًا لم يكن في الحسبان، كخطأ ما أدى إلى تسرب للفيروس من المختبر، وهذا يؤكد أن فيروس كورونا المستجد حدث بالجينوم الخاص به انتقاء مصطنع يناقض التطورات الفيروسية الطبيعية، وفعلاً لم نعرف حتى الآن كيف انتقل هذا الفيروس إلى البشر.

لا نعرف إلى الآن كيف انتقل هذا الفيروس الفتاك إلى البشر هل عن طريق طبيعي ام اصطناعي؟
مستطردًا، لن نكون كالرئيس الأمريكي الذي اتهم الصين، ولكن نحن كعلماء لا نعرف حتى الآن كيف انتقل هذا الفيروس الفتاك إلى البشر، هل عن طريق طبيعي ام اصطناعي؟

قريبًا ستظهر الحقيقة وسيعرفها الجميع
ولذا لا بد من التحقق من كل الأمور المتعلقة بهذا الفيروس وتفشيه بهذه الطريقة، فعاجلاً أو آجلاً ستظهر الحقيقة وسيعرفها الجميع.

فيروس كورونا المستجد تم كبديل عن الحرب العالمية الثالثة
وبسؤاله عن سبب تخليق فيروس بهذه الضراوة، قال أستاذ علم الفيروسات أن الفيروس يحمل في طياته آثار وباء خطير جدًا إلى أبعد حد، لكنه ليس فتاك بدرجة خارقة، هذا ليس طاعون القرن العشرين، ولو أنه يسحق مناعة الجسم البشري كما كورونا القطط سيكون حينها الجحيم على كوكب الأرض، وستكون نسبة الوفيات 75%.

وأضاف أن بعض الآراء تؤكد بأن فيروس كورونا المستجد تم كبديل عن الحرب العالمية الثالثة، وأن النخب العالمية تستفيد من هذا الفيروس والانهيار الاقتصادي وشراء ما تريده من الأسهم.