السلطان عثمان الثانى، هو عثمان بن أحمد بن محمد بن مراد بن سليم بن سليمان بن سليم بن بايزيد بن محمد الفاتح، الذي وصل لسدة السلطنة العثمانية بالانقلاب على عمه السلطان مصطفى الأول وعزله في ١٦١٨، وحين تولى السلطنة كان عمره ثلاث عشرة سنة، وكان جنود فرقة «الانكشارية» داعمين له في هذا الانقلاب، إذ أرادوا استعمال سلطان صغير وضعيف لتنفيذ مآربهم، وأيضاً ليغدق عليهم بالعطايا.

وفي سياق هذا الانقلاب قام عثمان «ذلك السلطان المراهق» بقتل أخيه محمد حتى لا ينازعه أحد في الملك، وحين وصل إلى سدة السلطة عمل على إضعاف صلاحيات المفتى «إحدى الشخصيات التي قننت وأفتت بشرعية انقلاب عثمان على عمه السلطان مصطفى»، وحين تدخلت دولة بولونيا «بولندا حالياً»، في شؤون إحدى الإمارات التابعة للإمبراطوية العثمانية جهز «عثمان» حملة لقهر بولونيا وإخضاعها لإمبراطوريته ووقعت المواجهة الضارية.

وبسبب التحصين المنيع للبولونيين لم ترجح كفة أي من الجيشين، رغم مقتل قائد الجيوش البولونية، وانتهى الأمر بعقد الصلح بين الطرفين، فصب عثمان الثانى جام غضبه على قادة جيشه لعدم تأدية واجبهم وتفضيلهم الراحة على الموت في سبيل الله وإجباره على الصلح مع عدوه، فما كان منه إلا أن أصدر توجيهاته بتشكيل جيوش جديدة في الولايات العثمانية الآسيوية وتدريبها على أحدث النظم العسكرية حتى يستعين بهم للقضاء على جنود «الانكشارية»، الذين كانوا الأسبق وقتلوه «زي النهارده» فى ٢٠ مايو ١٦٢٢ في سابقة هي الأولى في تاريخ الدولة العثمانية، وكان له من العمر يوم قتله ثمانية عشر عاماً ليعود مصطفى الأول إلى عرش الدولة العثمانية.