مشاهداتهم لفيديوهات التوعية من فيروس كورونا، ومتابعتهم للأخبار المتعلقة بانتشاره خلال الأيام الماضية، سواء التى تصدر عن منظمة الصحة العالمية، أو التى تصدر عن جهات مختلفة على موقع «اليوتيوب»، والتى لاقت آلاف المشاهدات، وتشير إلى زيادة معدل الإصابات يوماً بعد يوم، ضاعفت من معدلات الخوف لديهم عند سماعهم قرار مجلس الوزراء بشأن عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، وبداية فترة التعايش مع فيروس كورونا، إذ يرون أن الوضع ما زال غير مستقر لممارسة الحياة كما كانت من قبل، فى ظل وجود حالة من اللامبالاة عند عدد كبير من المواطنين فى تعاملهم مع الفيروس.

مهند على، ٢٩ عاماً، موظف، يقطن بمنطقة الخلفاوى، يعد نفسه متعايشاً مع الفيروس منذ بدايته، وذلك لطبيعة عمله التى جعلته ينزل بشكل يومى إلى الشارع، ويستقل المواصلات العامة ومن ضمنها مترو الأنفاق، ولكن باتباعه عدداً من الاشتراطات الصحية لحماية نفسه من العدوى ومن ثم حماية أسرته، فيقول: «بلبس الكمامة وببعد شوية عن الناس اللى حواليا، وبحاول بقدر الإمكان ما أركبش مواصلات تكون زحمة»، مضيفاً أن الفيروس من المتوقع استمراره لفترات طويلة، لذلك يجب التعايش معه بصورة طبيعية: «طول الوقت بتابع أخبار الإصابات والشفاء فى كل الدول، عشان يكون عندى خلفية عن اللى بيحصل».

وأشار «مهند» إلى كثرة حملات التوعية التى تطلقها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة بجانب الكليات والمستشفيات عبر وسائل التواصل الاجتماعى حول فيروس كورونا عن كيفية انتقاله من شخص لآخر بجانب طريقة تجنبه والحماية من الإصابة به، زادت من وعى عدد كبير من المواطنين خاصة الشباب الذين لهم صلة بالإنترنت: «دلوقتى الناس بقت ملتزمة أكتر من الأول، لإنها بقى عندها شعور بالمسئولية تجاه الفيروس». وأنهى حديثه بقوله: «محتاجين إعلانات التوعية عن الفيروس تزيد شوية، عشان تزيد من وعى المشاهدين بمختلف الأعمار».

"مها": التعايش مع الفيروس مش مستحيل
من جانبها تقول مها محرم، فى أوائل الأربعينات، ربة منزل، من سكان منطقة مصر الجديدة، إنها لن تستطيع مع قرار التعايش أن تسيطر على ابنها صاحب الـ١٥ عاماً، لرغبته فى النزول إلى الشارع ومقابلة أصدقائه، فتقول: «طول ما الحياة الاجتماعية كانت مغلقة أيام الحظر، كنت عارفه أسيطر على ابنى وما كانش بينزل من البيت»، مضيفة أنها سمعت عن فتح السينما والمسارح والنوادى الاجتماعية مع بداية الشهر القادم، ما جعلها تشعر بالخوف على أسرتها، فى حالة نزول ابنها إلى النادى المشترك به لممارسة لعب كرة القدم، التى حرم منها مع بداية ظهور فيروس كورونا: «كده خلاص أصبح صعب إنى أمنع ولادى من الخروج، أو حتى أحمى بيتى وولادى من الإصابة، لإن لو واحد بس تعب البيت كله هيتعدى».


وأشارت «محرم» إلى عدم خروجها من المنزل قدر الإمكان، وستقلل من خروج أولادها، وعند نزولهم ستجعلهم يتخذون كافة الاحتياطات الصحية من ارتداء «الكمامة» واستخدام الكحول، منعاً لإصابتهم ومن ثم نقل العدوى لباقى أفراد الأسرة: «ابنى الكبير كان بينزل طول الفترة اللى فاتت يومين فى الأسبوع لشغله، يعنى يعتبر كنا عايشين الحياة الطبيعية لكن بشكل محدود، وكان بييجى من بره يغير كل هدومه»، وقالت: «التعايش مع الفيروس مش مستحيل، لكن محتاجين نكون حذرين شوية ونقلل الاختلاط».

"أميرة": فيه ناس لحد النهارده مش حاسين بالخطورة ولا خايفين على نفسهم
اختلف الوضع كثيراً عند أميرة البيلى، ٤٣ عاماً، ربة منزل، إحدى سكان منطقة شيراتون بمصر الجديدة، التى حرصت على التزام المنزل من بداية الأزمة، فتقول: «أنا وولادى ما نزلناش من البيت من ساعة الإعصار والمطر اللى بهدل الدنيا، ومانعة أكل المطاعم والدليفرى والزيارات العائلية إلى الآن»، مضيفة أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين على قدر غير كاف من الوعى الذى يؤهلهم للتعامل بحذر مع الفيروس، لذلك تتمنى أن تعى الحكومة أنها تتعامل مع فئات مختلفة من الشعب، وليس جميعهم على وعى مناسب، يمكنهم من العودة للحياة بشكلها الطبيعى دون خطر: «فيه ناس لحد النهارده عايشة فى كوكب تانى، مش حاسين بخطورة الفيروس، ولا خايفين على نفسهم ولا على اللى حواليهم».


وترى «البيلى» أن القرار الصائب هو تطبيق الحظر الكامل لحين انتهاء أيام عيد الفطر، منعاً للتنقل بين العائلات والسفر للمحافظات كما اعتادت الأسر على ذلك كل عيد، كى لا تزيد أعداد الإصابة بالفيروس: «مفيش مشكلة من تطبيق التعايش، لكن ده مش وقته، خصوصاً إننا داخلين على العيد»، وتقول: «بتابع بشكل مستمر حملات التوعية على التليفزيون، وكنت معودة ولادى على إعلان غسيل الإيدين، لكن الفترة دى ما بقاش ييجى، يا ريت يرجع».
"أبرار": الحظر الشامل أفضل الحلول

فيما ترى أبرار الشربينى، فى أوائل الثلاثينات، مهندسة، تقطن بمنطقة مصر الجديدة، أن الحظر الشامل هو أفضل الحلول لهذه الفترة، كى يقلل من أعداد الإصابة التى أصبحت تزداد بشكل كبير، فتقول: «أغلبية المواطنين ما التزموش بالحظر من بدايته، ومش شايفين إن الموضوع يستاهل خوف أو حرص، بالعكس»، مضيفة أن هذه الفترة ازدحمت فيها الأسواق بشكل كبير بمناسبة حلول العيد، وفى حالة فتح دور السينما والنوادى، ستشهد إقبالاً مكثفاً من قبل المواطنين بسبب وجودهم داخل المنزل وفقاً للحظر المطبق منذ أسابيع عدة: «لو الدنيا اتفتحت على الآخر مفيش حد هيقعد فى البيت، لإن الناس زهقت ومحتاجة تغير جو، خصوصاً الشباب». وأنهت «الشربينى» حديثها، بقولها: «كلنا فى مركب واحدة، ولازم نخاف على بعض، ومش هيجرا حاجة لو لبسنا كمامة عشان نقلل فرص العدوى».