مع انتشار فيروس كورونا تحولت مخاوف الإصابة به، إلى وقائع تنمر، كبدت حامل المرض وذويه، خسائر فادحة، ربما تكون فى بعض الأحيان، أشد ضررا من الوباء نفسه، وتعرض شاب لم يتجاوز الـ26 من عمره للضرب المبرح، على يد جيرانه بساقية مكى، أمس، فى معركة كاد أن يفقد حياته، بعد مزاولته العمل بفتح محل والده المصاب بالفيروس منذ عدة أيام، لتوفير نفقات علاجه، وسبل المعيشة لأسرته المكونة من 4 أفراد، فضلاً عن زوجته، ليواجه مصير أسوأ من المرض، الذي هو فى الأصل قضاء الله وقدره.

منذ عدة أيام، شعر الوالد "ع. ع"، 53 سنة، الذى كان يداوم على فتح محله الكائن بشارع جامع محمود سليم، بتعب مفاجئ وارتفاع فى درجة الحرارة، خضع إثرهما لتحاليل طبية كشفت إصابته بفيروس كورونا، ويتلقى حاليا العلاج بمستشفى العزل الصحي.

لكن هذه الإصابة، تسببت فى حالة من الذعر بين أبناء المنطقة، تخوفا من أن تكون العدوى انتشرت بين الأسرة كونهم مخالطين للحالة، وزادادت هذا المخاوف، عندما تولى الابن "م. ع. ع"، 26 سنة، مهام والده، واتجه لفتح المحل ومزاولة البيع والشراء، بعد تركه العمل بشركة أوبر، نظرا للطروف التى تمر بها البلد، وتطبيق حظر التجوال.

فى الوقت الذى أصيب فيه الوالد بالفيروس، حرص الشاب العشريني الذى رفض ذكر اسمه، خشية "الوصمة" على حماية نفسه، والمقربين منه، باتبعاه العزل المنزلى، لمدة 15 يوم، وعدم مزاولة العمل قبل التأكد من سلبية التحاليل، "كلمت 105 وعملت تحليل طلع سلبي وقالو لي أنت سليم.. خاف على نفسك من العدوى"، إلا أنه بمجرد فتحه "المحل"، استقبله الجيران بالضرب المبرح، وأفقدوه إمكانية الدفاع عن نفسه وسط العدد الكبير الذى تجمع عليه.

وأضاف في حديثه لـ"الوطن": "نزلوا فيا ضرب، الست اللى فى وشنا كانت مربيانى، ببص عليها ابنها ضربنى بإزازة البيبسي على رأسى.. دوخت والمنطقة كلها اتلمت عليا تضرب فيا، والمحل اللى قصادى كان فيه موتوسيكل اتكسر عليا"، وهو ما تسبب فى جروج وكدمات بجسمه، لافتا إلى تحريره محضر عقب الواقعة بقسم شرطة الجيزة، حمل رقم 7859، "والدتى جات لى المستشفى، وانهارت، بس هنعمل إيه الناس دول صحاب أمى وجيرانا، وأنا عملت اعتبار لأبوهم المتوفى".

المنطفة مخترقة مواعيد الحظر وغير ملتزمة بالإجراءات الاحترازية
ورغم الاعتداء الشديد الذى تعرض له "م. ع.ع"، على يد جيرانه، بسبب إصابة والده بفيروس كورونا، إلا أنه يؤكد أن المنطقة مخترقة مواعيد الحظر التجوال، التى أقرتها الحكومة ولا تلتزم بالاجراءت الاحترازية، التى من أبسطها ارتداء الكمامة، رغم ظهور عدة حالات مصابة بالفيروس.

وأوضح: "أنا بقالى 15 يوم قاعد فى البيت لا شغلة ولا مشغلة، خايف على صحابى والناس اللى بتعامل معاها، ونفسى تفهم طبيعة المرض"، مضيفا أنه فى بداية المعركة تعامل مع أهل منطقته باحترام، رغم اعتدائهم عليه "الناس دول أصحابى ومتربى معاهم، وراعيت أن والدهم متوفى، وهما عدمونى العافية"، لافتا إلى أنه قبل ظهور المرض على، والده يكن على خلاف مع جيرانه.

وعن تفاصيل إصابة الوالد بفيروس كورونا يقول: إنه أصيب من جراء التعامل مع الناس فى "المحل"، ويخضع للعزل الصحى، وحالته مستقرة رغم تجاوزه الـ50، كونه غير مصاب بأمراض أخرى، موضحا أنه يريد أن يمارس عمله بشكل طبيعى، لكنه يخشى تكرار الأمر مرة أخرى، "خايف أمشى فى المنطقة بعد اللى حصل، ومش عارف هاعمل إيه واعيش إزاى أنا وأهلى".