عرض/ سامية عياد
عشق اللغة القبطية لدرجة جعلته يجيد التحدث بها بطلاقة هو وأسرته ، عمل جاهدا على تعليمها ونقلها لأجيال بعده ليس فى مصر فقط بل فى العديد من البلدان ، ساهم هو وعائلته فى الحفاظ على اللهجة البحيرى للغة القبطية التى تستخدمها الكنيسة فى صلواتها وألحانها ..
 
الأستاذ ميشيل بديع عبد الملك أستاذ الدراسات القبطية بالمعاهد اللاهوتية بمصر وجامعة برلين بإلمانيا فى مقاله عن "القمص بيجول باسيلى مقار" حدثنا عن مقتطفات من حياة المتنيح القمص بيجول باسيلى ، هو المهندس جورج باسيلى سليل عائلة قبطية بالإسكندرية تتقن اللغة القبطية ، وهو من جيل الثلاثينات وهو شقيق الأنبا ديمتريوس عالم اللغة القبطية على يديه تتلمذ الكثير من الخدام فى فترة الخمسينات والستينات ، عشق اللغة القبطية وتاريخ الكنيسة القبطية بسبب تلمذته على يد فطاحل اللغة القبطية بمدينة الإسكندرية ، فقدم ما تعلمه لتلاميذه فكان يهتم بتقديم سلسلة من التاريخ القبطى والاهتمام بضرورة إتقان اللغة القبطية.
 
تمت سيامته كاهنا باسم بيجول على كنيسة السيدة العذراء مريم بأرض الجولف فى الثمانيات بيد المتنيح البابا شنودة الثالث وظل يخدم بها حتى أرسله البابا شنودة للخدمة بكنيسة مارمرقس الرسول بفرانكفورت بألمانيا فى أواخر عام 1989 وهو يعتبر ثالث كاهن يخدم بها ، كان يتصف بالبشاشة فى التعامل مع شعب الكنيسة وكان يستقبل كل من يقابله بالعناق مرحبا به وكأنه يعرفه منذ سنوات مضت ، أحبه شعب الكنيسة والتف حوله.
 
وضع منهجا لتعليم أبناء الكنيسة اللغة القبطية وسرد التاريخ القبطى فبدأ فى تعليق بعض الآيات الكتابية باللغة القبطية فى الكنيسة وفى قاعات اجتماعاتها ، وكان يحرص على تعليم الأطفال الصغار اللغة القبطية ، أسند له البابا شنودة الثالث تدريس اللغة القبطية بكلية بكريفلباخ بألمانيا ، كما اهتم بإلقاء محاضرات باللغة الإلمانية عن اللغة القبطية وتاريخ الكنيسة القبطى فى جامعات متعددة بألمانيا كما شارك فى العديد من المؤتمرات العلمية فى علم القبطيات بالمساهمة فى تقديم محاضرات علمية ، فذاع اسمه هو وعائلته فى الأوساط العلمية بالجامعات الإلمانية المتخصصة فى الدراسات القبطية لأنها العائلة الوحيدة التى تتحدث اللغة القبطية على أنها لغتهم الأم فكان يأتى إليه كبار اساتذة القبطيات للتعرف عليه وعائلته والاستماع الى اللهجة البحيرى القبطى .
 
ولاهتمام الكنيسة باللغة القبطية أسند البابا شنودة الثالث فى 19 يناير 2009 لنيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين ورئيس دير أبو فانا للرهبان ودير البتول للراهبات بأن يكون رئيسا لقسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية وهو شقيق القمص بيجول وكان هذا للحفاظ عى النطق البحيرى السليم للغة القبطية وهى اللهجة التى استقرت عليها الكنيسة فى ألحانها وصلواتها .
 
كان بيجول فاتحا منزله لكل الغرباء الذين اتوا الى إلمانيا ويحتويهم برعايته ، اهتم بزيارة المرضى ، اهتم بخدمة الشباب وشارك فى مؤتمرات أوربا للشباب ، عاش يجول يصنع خيرا عاش فى هدوء وبساطة كان فاتحا ذراعيه لكل من يأتى إليه شارك الجميع فى أفراحهم وآلامهم وبعد جهاد روحى وحمل الصليب بأمانة كاملة ترك العالم متجها الى موضع راحته .
 
ليتنا نتعلم من سير هؤلاء الذين يتركون لنا كنزا مليئا بالخدمة والثمار المفرحة والفضائل الحميدة من محبة وهدوء واتضاع وبشاشة وعمل الخير .....