د. مينا ملاك عازر
غير مكتفين بما فعله كورونا من غلق للكنائس، قل غير فاهمين ومدركين، وربما غير مصدقين، أن كورونا ذلك الكائن الضعيف الغير منظور بالعين المجردة فلح فيما لم يفلحوا هم فيه على مر العصور الحديثة، تجمعت خلية من سبعة أفراد تقريباً في منطقة الأميرية ممولة ومدعومة بتنظيم تهاوى في الشرق الأوسط شكلاً بعد تضافر العديد من الدول لإتمام ذلك، وهو تنظيم داعش، أقول تجمعت تلك الخلية في شرق القاهرة بغرض تنفيذ عمليات إرهابية ضد المسيحيين في أعيادهم هذا بحسب بيان وزارة الداخلية.
 
والبعض من معتادي التشكيك والاندهاش من تصريحات الحكومة بشكل عام وخاصة وزارة الداخلية المصرية جراء سنوات طوال من الكذب والتدليس وادعاء الحقائق، وهي للأسف أمر مستمر في العديد من المجالات حتى وقتنا هذا، وإصدار البيانات الغير حقيقية المختلقة الأحداث والمضروبة الأرقام، أقول أن البعض من معتادي التشكيك في أقوال الحكومات المصرية نتيجة ذلك الإرث والواقع تساءلوا، وهل يعيد المسيحيون هذه الأيام؟ قالوها وكان من المسيحيين منهم غص في حلوقهم وهم يقولوها، مؤكدين على واقع هام، وهو أن المسيحيين لا يعيدون هذه الأيام بسبب حرمانهم من الدخول للكنائس، وعدم إتاحة التزاور بشكل عادي بين الناس في أيام الأعياد، وعدم وجود تجمعات، وإغلاق المتنزهات والمولات وما شابه التي يمكن الالتقاء بها والاحتفال بالأعياد، فكيف لتلك الخلية أن يكون مأربها هو تنفيذ عمليات إرهابية في اللا موجود، وهنا أعتقد أنهم ما كانوا يتوقعون أبداً، أن الأمور تصل لتلك اللحظة التي تغلق فيها الكنائس، حتى في أقدس أيام السنة بحسب المسيحيين، وهو أسبوع الآلام وعيد القيامة، كانوا يعتقدون أن الدولة ستسمح لهم بهذا تحت أي مسمى، لأنهم غالباً وببساطة يعتقدون أنه إما بأنه لا يوجد كورونا، وأن ذلك افتعال من الدولة الكافرة، تفعله لغلق الجوامع والمساجد كما يقول البعض بينهم وبين بعض، الكارهين للرئيس السيسي والدولة بشكل عام أو أنهم يعتقدون في قدرة المسيحيين الهائلة على الصلاة فيرفع الله عنهم البلاء، ويجعلهم يستطيعون الصلاة في كنائسهم، ولأن الأخيرة مستبعدة، لاعتقادهم في كفر المسيحيين أصلاً، فالأولى أقرب للتصديق أو قل الثالثة وهي أنهم كانوا يستعدون لعل وعسى يلغى غلق الكنائس فيعودون وينفذون مرادهم فسلم الله ونجى الأقباط.
 
السؤال هنا وبوضوح، كيف لتلك الخلية تتجمع وتجهز سلاحها، ويتحركون به إلى أن يصلوا به لمخزنهم في هذا التوقيت؟ فهم إما فعلوها في توقيت الحظر المفروض فمن المفترض أن الشرطة منتشرة انتشاراً أكثر من المعتاد، أو ما قبل فرض الحظر، فالناس منتشرة في الشوارع وسهرانة وترى ما يجري، وما ينقل ويخزن، فلو كان الأمر الأخير صحيح، فكيف استمر الوضع بائس هكذا؟ والسلاح مخزن طيلة أكثر من شهر مدة الحظر، ولو كان قد تم النقل وقت الحظر لكن صباحاً أيضاً والناس مزدحمة ضاربة بكورونا عرض الحائط، فكيف مروا ونجحوا في عملياتهم اللوجستية والتخزين، فهذا سؤال يقلقني دائماً، فكان من الممكن تنفيذ أي عملية في أي وقت ما داموا قادرين على التحرك بالسلاح في شوارع القاهرة آمنين.
 
المختصر المفيد كورونا إرهابي نجح فيما لم ينجح فيه مدعي التدين والمتطرفين للأسف.