كتب : مدحت بشاي
Medhatbe9@gmail.com
 
لاشك أن للأعياد بهجتها، وبخاصة الأعياد الدينية التي ترفع العقول والقلوب إلى عندما نفسح له في دنيانا مساحات ، و في نفوسنا المكانة الأعلى ، وعندما ننتصر على فتن الغواية الشريرة  لنرهف السمع إليه تعالى، على ما تقول آيات الكتاب لنفوسنا : “هاءنذا أتملقها وآتي بها الى البرية وأخاطب قلبها”.
 
وفي عيد المسيح'>ميلاد السيد المسيح يدخل إلى أفئدتنا ضوء الاستنارة البهية مهما كان الظلام سائدًا في هذه الأيام الصعبة دون خوف ، فهو العيد الذي يذكرنا بما قاله الملائكة في ليلة الميلاد للرعاة: “لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون للشعب كله”. وكلمة الملاك لا تزال تتردد عبر الأجيال حتى وصلت الينا: وهي لا تزال تقول لنا ما قالته للملائكة: لا تخافوا. ان الله هو حاميكم، وهو أقوى من كل الأقوياء. ولكن الله يطلب منا أن نضع ثقتنا به، ونعمل بارادته، لا بارادتنا، وأن ننبذ الأحقاد، والبغضاء، والاستغلال الرخيص، والسعي وراء المصالح الضيقة، ولو على حساب مصالح الوطن العامة، وأن نعامل بعضا بعضا بالرفق والمعونة المخلصة والمحبة. وأن نساعد من يسألوننا العون والدعم من حولنا.
 
لعلنا نتلفت إلى طفل المغارة الإلهي لنسأله أن يوطد منا الإيمان به وبعنايته الإلهية، وأن يرسخ في أذهاننا أننا أخوة، وأن هذا الوطن هو لنا جميعا، فنرأف به ليرأف بنا وبمستقبل أجيالنا الطالعة ..
 
ان النجم هو الذي هدى المجوس, فأوصلهم إلى المسيح ليسجدوا له، ويقدموا له فعل عبادة، فيما أقربهم اليه لم يأبهوا لولادته، لا بل ان هيرودس خاف منه على عرشه، فتربص به شرا، عندما “دعا المجوس سرا، وتحقق منهم زمن ظهور النجم”. وكان في نيته أن يفتك بالوليد الجديد خوفا منه على عرشه الزائل. ولكن الله الذي يقرأ في القلوب ويكتشف المخفيات، عرف ما كان يضمره هيرودس، فأوعز في الحلم الى المجوس لكيلا يرجعوا اليه. وكان هيرودس قد طلب اليهم العودة اليه، ليذهب بدوره لتأدية واجب العبادة للمولود الجديد، على ما قال لهم خدعة.