عرض/ سامية عياد 
"وأما من جهتى ، فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ، الذى به قد صلب العالم لى وأنا للعالم" هكذا صرح معلمنا بولس الرسول معلنا تحول الصليب الى علامة الفخار الأولى عند المسيحيين..
 
نيافة الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد فى مقاله "علامة الصليب" وضح لنا أن علامة الصليب بعد أن كانت تمثل علامة الخزى والعار أصبحت هى تمثل علامة انتصار وغلبة وقوة وحياة ، كان الصليب حسبما كان متبع عند اليهود يسمر عليه المجرم عريانا ومجلودا أربعين جلدة إلا واحدة ويظل مسمرا حتى الموت ، ارتضى الرب يسوع أن يصلب مثله مثل المجرمين على خشبة الصليب ، ليحوله الى علامة فخر ونصرة بموته وقيامته ، لقد بكت العذراء مريم عندما رأت ابنها معلقا على الصليب الذى يموت عليه اعتى المجرمين ولكنها أيقنت كلام سمعان الشيخ لها أن طفلها سيقام لعلامة تقاوم ، فكانت تحفظ كل هذه الأمور فى قلبها ، ولكن عندما قام ابنها منتصرا على الموت ثلاثة أيام من صلبه ، قامت والتصقت بالتلاميذ طيلة أربعين يوما ثم العشرة أيام التالية فى العلية وحتى يوم الخمسين.
 
 الصليب هو تعبير موجز عن إنجيل الخلاص كله لأن الكرازة بالإنجيل صارت ترتكز على الصليب حيث يحمل موت الرب وقيامته ، ومن أجل ذلك كان الصليب علامة قوة يرسمه المسيحيون على أجسامهم وعلامة انتماء وهوية يرسمونه على أيديهم وظهورهم ، وينقشونه على خواتمهم ومصوغاتهم وعاشوه معزى ومعنى واستخدموه إشارة ورمزا وكان الأداة الأولى فى طقوسهم الليتورجية والسلاح القوى لمحاربة مكايد الشيطان والسند الأقوى فى جهادهم الروحى ، يقول القديس مار أفرام السريانى "بدلا من أن تحمل سلاحا أو شيئا يحميك ، احمل الصليب واطبع صورته على أعضائك وقلبك ، وارسم به ذاتك ، لا بتحريك اليد فقط ، بل ليكن برسم الذهن والفكر أيضا.." .
 
افتخر بصليبك واجعله يلازمك دائما فى كل امور حياتك به نقهر ونجحد الشيطان ، به نبعد القلق والخوف عن قلوبنا ، به نتقوى فى حياتنا الروحية ، فهو صليب القوة والنصرة ..