عرض/ سامية عياد
"أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم ، فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا" يدعونا الكتاب الى ضرورة اليقظة الروحية التى تنقلنا من موت الخطية الى حياة التوبة ..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "ركائز التوبة" وضح لنا أن اليقظة الروحية تعنى رجوع الشخص التائب لنفسه بعد غفلة مع الخطية ، فينتقل من الموت الى الحياة "ونحن أموات بالخطايا أحيائا مع المسيح.." ، وهنا يقول القديس بولس الرسول: "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضىء لك المسيح" ، واليقظة الروحية تعتمد على عدة ركائز ، أولا: ملكية الله على الإنسان بحيث يكون الإنسان من الداخل خاضع لمشيئة الله والتشبه بالله فى رفض الشر وكره الخطية كما يقول القديس بطرس الرسول: "شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذى فى العالم" .
 
ثانيا: الصلاة هى الباب الرئيسى للتوبة كقول القديس ما إسحق : "من يظن أن هناك بابا للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشيطاطين" ، فالصلاة تجعل التائب يعرض ما فى قلبه من أمور أمام الله فتقوى العلاقة بينهما وهنا يقول القديس موسى الأسود : "الذى يتهاون فى عفة جسده يخجل فى صلاته" ، ثالثا: الصوم وسيلة قوية للتوبة ، إذ يجعل التائب يسمو فوق شهوات الطعام لحساب الشبع الروحى وتقوية الروح لجذب الجسد فتخلصه من شهواته ورغباته ليتفق معا الجسد والروح على قضاء أوقات روحية تؤثر على الفكر والحواس والغرائز، فيعلو الصائم الى فوق السماء فيتخلص من حب الذات وينتصر على شهوات الجسد ..
 
ليتنا نستيقظ حقا قبل فوات الآوان ونحن فى وقت نحتاج فيه الى التقرب من الله والخضوع لمشيئته ، نحتاج الى الصلاة القوية النابعة من القلب ، نحتاج الى السمو فوق رغبات وشهوات العالم حتى يرفع عنا الله الوباء والغلاء والمرض.. وغيرها ...