كتب – ايهاب رشدى 
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم الثانى والعشرين من شهر مايو ـ بتذكار  القديسة ريتا الملقبة بشفيعة المستحيلات ، وقد جاء عيد القديسة ريتا هذا العام وسط  أجواء منع التجمعات والاحتفالات كاجراء احترازى للوقاية من فيروس كورونا ، وكانت كنيسة القديسة ريتا بحى الجمرك بالإسكندرية تشهد فى هذا اليوم من كل عام توافد جموع كبيرة من محبيها من جميع الطوائف المسيحية ، وكان يقام فى ذلك اليوم برنامجا للقداسات الالهية حسب الطقس اللاتينى والمارونى والبيزنطى والقبطى بتلك الكنيسة . 
 
ويقول الأب  وليم عبد المسيح  الفرنسيسكاني عن تلك المناسبة أن  الله لا يعجزه شيء في أرض ولا في سماء… ومفتاح هذه الحقيقة هو الإيمان  وهى رسالة ريتا التي نحتفل بها في الثاني و العشرين من هذا الشهر المريمي وهذه الرسالة هي لنا أجمعين، نحن الغارقين في وسط يأسنا من هموم هذا العالم: فلنلقِ نظرة على عمق إيمان ريتا القديسة!! حياتها وما بعد مماتها زاخر بعجائب الرب لدرجة أننا ندعوها بشفيعة الأمور المستحيلة.
 
ويروى الأب وليم سيرة القديسة ريتا فيقول انها قد طلبت دخول الدير بعد موت عائلتها إلا أن طلبها قد قوبل بالرفض ، وفي إحدى الليالي عندما كانت القديسة غارقة في التأمل سمعت صوتاً يدعوها لتنهض فاعتقدت بأنه حلم، غير أنها رأت في هذا الظهور شفعاءها القديسين: يوحنا المعمدان، أغسطينوس ونيقولاوس. فطلبوا منها أن تتبعهم الى أن وجدت نفسها داخل دير القديسة مريم المجدلية رغم أن الأبواب كانت مغلقة…. و هكذا قُبلت في الحياة الديرية في ظل تعجب من يحيط بها . 
 
وعندما فاضت روح ريتا الجميلة و تركت هذا العالم نحو السماء، قرعت الملائكة أجراس الدير فأسرعت الراهبات إلى غرفتها وهن يفكرن برائحة الجرح المنتن لكن ما كان أشد دهشتهن لما أقتربن ليجدن الجرح الشهير تفوح منه رائحة زكية فيما وجه ريتا يطفح ابتساما !! ويُروى أن إحدى الراهبات التي كانت مشلولة اليد اقتربت لتعانق القديسة وما أن فعلت حتى شعرت بشفاء يدها الكامل!! و قد أخذ نور برّاق يشع في غرفتها و انتشرت في أرجاء الدير رائحة عطر سماوي فيما تحول جرح جبينها الى ياقوتة وهّاجة.
 
ويتابع الأب وليم .. ولما تكاثرت الخوارق التي جرت بعد موتها تقرر وضع جثمان ريتا معروضاً في تابوت من السرو مكشوفاً. وكان الله قد حفظه من كل فساد وهو ينضح رائحة لذيذة و هكذا بقي مكرماً على هذه الحالة داخل الدير تحت مذبح العذراء حتى سنة 1595. بعد ذلك تم نقله إلى الكنيسة ، لكن بعد سنوات احترق هذا التابوت بسبب شمعة كانت مضاءة ووقعت عليه … غير أن جسم القديسة لم تمسه النار بأى أذى!!
 
اليوم يرتاح جثمان ريتا في تابوت من زجاج والأعجب في هذا الجسم هو أنه من حين إلى آخر يتحرك بطرق مختلفة . 
 
وأنهى الأب الفرنسيسكانى حديثه عن القديسة ريتا بأنها تدعونا اليوم إلى الغوص بالنعمة الإلهية التي تفرغ القلب من أي حب لأباطيل العالم وتلهبه بحب الكنز السماوي و عندها يزهر يباس عودنا أزهار قداسة تتغنى بها الأجيال…فإن مجد الرب يتجلى في التواضع و الثقة به ، و هو على كل شيء قدير .